منتديات الأسرة المغربية و العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوح للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبكم لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"

ايميل المنتدى :ranito@hotmail.fr
منتديات الأسرة المغربية و العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احبتنا زوار الموقع الكرام نود اعلامكم جميعا بان المنتدى مفتوح للجميع
لذلك فلا تبخلوا علينا بزيارتكم والتصفح ولو بالقراءة والدعاء

لا نريد ان نجبركم على التسجيل للتصفح نريدكم فقط ان استفدتم شيئاً من الموقع بان تدعو من قلبكم لصاحب الموضوع والعاملين بالموقع

ودمتم بحفظ الله ورعايته
"خير الناس أنفعهم للناس"

ايميل المنتدى :ranito@hotmail.fr
منتديات الأسرة المغربية و العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الأسرة المغربية و العربية

منتديات الأسرة المغربية و العربية عالمكم الصغير الذي تجدون فيه كل مايلزمكم فمرحبا بكم في عالمكم وهذا عنوانه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أعلام المحدثين متجدد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:03


لقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن جعلنا خير أمة أُخرجت للناس، وأرسل إلينا أفضل رسول، وأنزل علينا أفضل كتاب، ولم يمُت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وقد بلغ الرسالة بلاغًا تامًا كاملاً على خير وجه، وقد حفظ الله تعالى للمسلمين دينَهم وسنةَ نبيهم؛ فأما القرآن فإنَّ الله تعالى تَولّى حِفظه بنفسه ولم يَكِلْ ذلك إلى أحد من خلقه، فقال سبحانه: {إِنّا نَحْنُ نَزّلنا الذِّكرَ وإِنّا لهُ لحافظون}، فظهر مِصداقُ ذلك مع طول العهد، وتوالي الأيام، وتعاقبِ الشهور والسنين، واتساعِ رُقعة الإسلام.

وأما السُّنَّةُ فإنَّ الله تعالى قد وفَّق لنقلها صحابةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فنقلوها إلى التابعين لهم بكل أمانة، والتابعون لم يألوا جهدًا في تبليغها إلى أتباعهم، ثم ما زال يأخذ اللاحق عن السابق حتى وصلت السنة إلينا. ولكن مع توالي العصور وتعاقب الدهور دعت الحاجةُ إلى ظهور أنواعٍ من العلوم المتعلقة بدراسة هذه الأسانيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك المتون التي تُدلي بها تلك الأسانيد، وقد وَفَّق الله تعالى لهذه الدراسة حُفَّاظاً عارفين، وجهابذةً عالمين، وصيارفةً ناقدين، ينفون عن سنة الرسول الكريم تحريف الغالين، وانتحال المُبْطلين، وتأويل الجاهلين؛ فتفرغوا لها، وجابوا الأرض في طلبها، وأفنَوا أعمارَهم في تحصيلها، وأجهدوا ذهنهم في بيان عللها وأحوالها، وتمييزِ صحيحها من سقيمها، فجزاهم اللهُ عن الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاءِ!

من أجل ذلك كان حقيقًا بمن جاء بعدهم أن يعرف لعلماء الحديث قدرهم، وينزلهم منزلتهم، ويتعرف على جملةٍ من أحوالهم، وأن يذب عنهم ويرد غيبتهم؛ برًا بهم واعترافًا بجميلهم .. فلولا الله ثم تضحياتهم ما وصل إلينا هذا الدين! وتأمل ما أسنده الإمام الخطيب البغدادي في كتابه (الكفاية في علم الرواية) عن الإمام أبي زرعة الرازي حيث قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حقٌ والقرآنَ حقٌ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولَى، وهم زنادقة".

ثمرات دراسة أخبار أعلام المحدثين:

وفي مطالعة أخبار هؤلاء الأعلام وما بذلوه في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوائد عديدة، منها: الثقة بما في أيدينا من نصوص السنة، وأن أعلام الحديث قد نقدوها ونقدوا أسانيدها حتى صح لنا نسبتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ومنها أن في أخبار القُدوات الكبار والمصلحين العظام من علماء الحديث مادةٌ للتجديد والبعث الجديد في حياة الأمة، ويستعان بها في إيقاظ هِمم المسلمين وإلهاب قلوبهم بجذوة الإيمان والحماسة للدين، قال تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب"، وقال الإمام أبو حنيفة: "الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إليَّ من كثير من الفقه؛ لأنها من آداب القوم وأخلاقهم"، وقال الجنيد رحمه الله تعالى: "الحكايات جندٌ من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه، فقيل له هل لهذا من شاهد؟ قال: شاهده قوله تعالى: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك}".
فما أعظم تلك الثمرات التي يجنيها المطالع في أخبار أعلام المحدثين! فإن النفس تتوق إلى محاكاة العظماء واقتفاء آثارهم والنسج على مِنوالهم، حتى يخرج إلينا جيلٌ حريصٌ على العودة بالأمة إلى ريادتها وسابق عهدها.





عثمان بن عفان


أعلام المحدثين  متجدد 1329806437_171587


هو أبو عمرو الأموي، ذو النورين، ومَن تستحي منه الملائكة، ومن جمع الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف، ومَن افتتح نوابُه إقليم خراسان وإقليم المغرب.

كان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل الله، شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، وزوجه بابنتيه: رقية ثم أم كلثوم رضي الله عنهم أجمعين، ومن نظر في تحريه وقت أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته.

وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وثالث الخلفاء الراشدين، وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة.

وهو معدود في البدريين - مع أنه لم يحضر المعركة -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضرب له بسهمه وأجره.

وكان عمرُه قريبًا من عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر الصديق، فكان قرينًا لهما، وكان أكبر من عليّ بن أبي طالب بثمان وعشرين سنة أو أكثر.

وكان ممن جمع بين العلم والعمل والصيام والتهجد والإتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام، وكان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته رضي الله عنه.

جهوده في خدمة الحديث النبوي:


لازم ذو النورين النبي - صلى الله عليه وسلم – فاستفاد منه استفادة جمة وأخذ عنه جملة كثيرة من العلم، مما جعله من كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وهذا العلم الغزير الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلك الأحاديث التي رواها عنه، لم يجعلها حبيسةً في صدره، بل أداها لمن وراءه كما سمعها، ولم يبدل ولم يغير، وأول من روى عنه هم أبناؤه ومواليه؛ فقد روى عنه بنوه: عمرو وأبان وسعيد ومولاه: حُمران ومولاه: الحارث، كما روى عنه من الصحابة والتابعين: أنس بن مالك، وأبو أمامة بن سهل، والأحنف بن قيس، وسعيد بن المسيب، وأبو وائل، وطارق بن شهاب، وأبو عبد الرحمن السُلمي، وعلقمة بن قيس، ومالك بن أوس بن الحدثان، وخَلقٌ سواهم.

وقد روى - رضي الله تعالى عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عددًا من الأحاديث التي انتفعت بها الأمة انتفاعًا عظيمًا، كحديث: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري، هذا الحديث يقول عنه التابعي الإمام المقرئ أبو عبد الرحمن السُّلمي أنه هو الذي أجلسه وجعله يتفرَّغ وينتصب لإقراء الناس القرآن، وذلك بعد أنه سمعه من عثمان - رضي الله تعالى عنه -.

ومن منهج عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - في خدمة الحديث النبوي أنه كان يهتم بالجانب العملي التطبيقي ولا يكتفي بمجرد البيان النظري، ومن أمثلة ذلك روايته لبعض أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في باب الوضوء، فبعد أن روى عنه حديثًا في فضل الوضوء، بيَّن - رضي الله تعالى عنه - عمليًا صفة الوضوء الشرعي، فقد روى الإمام مسلم في (صحيحه) عن عُروة عن حُمران مولى عثمان أنه قال: فلما توضأ عثمان قال: والله لأحدثنَّكم حديثًا والله لولا آية فى كتاب الله ما حدثتكموه عروة: الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى قوله تعالى: {اللاعنون}]، إنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التى تليها»، وفي رواية في الصحيحين: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه».

وروى عن عثمان مولاه حمران بن أبان - أيضًا - أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء قريبًا من هذه البقعة، فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك، فقال: "ألا تسألوني ما أضحكني؟" فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: "إن العبد إذا دعا بوَضوء فغسل وجهه حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك"، رواه أحمد.

هذه بعض الأحاديث التي رواها عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في باب الوضوء خصوصًا، وتدل على عِلم عثمان وحرصه على الاستزادة من الهدي النبوي، وحرصه على تعليم غيره ممن فاتته الصُحبة بطريقة عملية تطبيقية.

وفاته - رضي الله تعالى عنه - :

قال الحافظ الذهبي: "هاجت رؤوس الفتنة والشر، وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة، وقاتلوه - قاتلهم الله - فصبر، وكَفَّ نفسه وعَبيده حتى ذُبح صبرًا في داره والمصحف بين يديه! وزوجته نائلة عنده، وتسور عليه أربعة أنفس، وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعًا وثمانين سنة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:07

الحسن البصري .. المحدث الزاهد

أعلام المحدثين  متجدد 1333359300_176609




ولد أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري الأنصاري مولاهم بالمدينة النبوية، لسنتين بقيتا من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (21 هـ)، وكانت ولادته في بيت أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها وأرضاها، حيث كانت أم الحسن (خيرة) خادمة لأم سلمة - رضي الله عنهم أجمعين -.

وقد زاده بركة وشرفا ونبلا أنه رضع من أم سلمة - رضي الله عنها -، وتربى في بيت النبوة، وكانت أم سلمة تُخرجه إلى الصحابة فيدعون له، فدعا له عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: "اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس"، فحفظ الحسن القرآن في العاشرة من عمره.

أخذ العلم عن خلق كثير من الصحابة والتابعين، وأدرك كبار الصحابة وروى عنهم، أمثال الخليفة الراشد عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وعمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وأبي بكرة وسمرة بن جندب ومعقل بن يسار وأنس بن مالك - رضوان الله عليهم أجمعين -، حتى صار علمًا في الحديث والفقه والتفسير واللغة.

وقد رحل إلى كابل، ثم خراسان حيث كان كاتبًا للربيع بن زياد في عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -، ثم سكن بعد ذلك البصرة ونُسب إليها.

مناقبه وثناء الأئمة عليه:

كان إماما عالما زاهدا عابدا ورعا شجاعا يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، يقول علي بن زيد: "أدركت عروة بن الزبير ويحيى بن جعدة والقاسم فلم أر فيهم مثل الحسن ولو أن الحسن أدرك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو رجل لاحتاجوا إلى رأيه"، وقال أيضا: "سمعت من ابن المسيب وعروة والقاسم وغيرهم، فما رأيت مثل الحسن، ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه".

وقال معاذ بن معاذ: قلت للأشعث: "قد لقيت عطاء وعندك مسائل، أفلا سألته؟" قال: "ما لقيت أحدا بعد الحسن إلا صغُر في عيني"، وقال الأعمش: "ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها، وكان إذا ذكر عند أبي جعفر - يعني الباقر - قال: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء".

وقفات مع سيرته:

أهم ما يمكن أن نقف عليه في حياة الإمام الحسن البصري - رحمه الله - :

- زهده واستغناؤه عن الناس: كان من كبار التابعين الزهاد، فقد زهد فيما عند الملوك فرغبوا في ما عنده، واستغنى عن الناس وما في أيديهم فاحتاجوا إليه، قال يونس بن عبيد: "أخذ الحسن عطاءه فجعل يقسمه، فذكر أهله حاجة فقال لهم: دونكم بقية العطاء، أما إنه لا خير فيه إلا أن يصنع به هذا".

وعن خالد بن صفوان قال: "لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال: يا خالد أخبرني عن حَسَن أهل البصرة؟ قلت: أصلحك الله أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، وأعلم من قلبي به أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبهه قولاً بفعل، إن قعد على أمر قام به وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنيًا عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك كيف يضل قوم هذا فيهم؟!".

وعن مطر قال: "دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه".

- خوفه وخشيته: عُرف بشدة خوفه من الله وخشيته له، حتى قال علقمة بن مرثد في ذكر الثمانية من التابعين قال: "وأما الحسن فما رأينا أحدًا أطول حزنًا منه، ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة".

وقال يزيد بن حوشب: "ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما"، وعن حفص بن عمر قال: "بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني الله غدًا في النار ولا يبالي".

- عبادته وعلمه: كان عالمًا صوامًا قوامًا يصوم الأشهر الحرم والاثنين والخميس، يقول ابن سعد عن علمه: "كان الحسن جامعًا عالمًا عاليًا رفيعًا ثقة مأمونًا عابدًا ناسكًا كبير العلم فصيحًا جميلاً وسيمًا"، وكان أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: "سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا".

وقال أبو سعيد في طبقات النساك: "كان عامة من ذكرنا من النساك يأتون الحسن ويسمعون كلامه ويذعنون له بالفقه في هذه المعاني خاصة، وكان عمرو بن عبيد وعبد الواحد بن زيد من الملازمين له، وكان له مجلس خاص في منزله لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك وعلوم الباطن، فإن سأله إنسان غيرها تبرم به وقال: إنما خلونا مع إخواننا نتذاكر، فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث والفقه وعلم القرآن واللغة وسائر العلوم..".

وعن بكر بن عبد الله المزني قال: "من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن"، وقال قتادة: "كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام".

وفاته:

توفي الإمام الحسن البصري بالبصرة في رجب سنة عشر ومائة من الهجرة، وعمره تسع وثمانون سنة، وكانت جنازته مشهودة، حيث صلوا عليه عقيب الجمعة بجامع البصرة فشيعه الخلق وازدحموا عليه، حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع، رحمه الله رحمة واسعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:08

أبو بكر الصديق

أعلام المحدثين  متجدد 1329805000_171527




هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان التيمي القرشي، أفضل هذه الأمة بعد نبيِّها، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومؤنسه في الغار، وصدِّيقه الأكبر، ووزيره الأحزم.

جهوده في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

كان أول من احتاط في قبول الأخبار؛ فقد روى أصحاب السنن عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة إلى أبى بكر الصديق تسأله ميراثها، فقال: ما لكِ في كتاب الله تعالى شيء، وما علمتُ لكِ في سنة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فارجعي حتى أسأل الناس [يعني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، فسأل الناس، فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاها السدسَ. فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة فقال مثل ما قال المغيرة بن شعبة، فأنفذه لها أبو بكر.

فلم يكتفِ أبو بكر رضي الله تعالى برواية المغيرة بن شعبة وهو صحابي جليل ثقة، وإنما استظهر بثقة آخر ليطمئن قلبُه إلى إسناد الرواية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو بذلك يؤسس لمنهجٍ في النقل والرواية يقوم على التثبت والاحتياط وعدم التساهل.

وقد ذكر الإمام الذهبي في (تذكرة الحفاظ) أن أبا بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - حدَّثَ رجلاً حديثًا، فاستفهمه الرجل إياه، [أي: كأن الرجل استغرب كلام الصدِّيق واستنكره]، فقال أبو بكر: "هو كما حدثتُك، أي أرض تُقِلُّني إذا أنا قلت ما لم أعلم؟".

وهذه الأخبار تظهر لنا بجلاء كيف كان الصديق - رضي الله تعالى عنه - يتحرى في نقل العلم، فلم يكن يروي إلا ما تيقن من ثبوته، ولا يتيح لنفسه الفرصة للتدخل برأيه أو فهمه الخاص، وهذه أيضًا إحدى المعالم التي أسسها في منهج النقل والرواية، والذي حمل الصديق على التحري في الرواية هو الخوف من الوعيد اللاحق بمن ينسِب شيئًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقله؛ فقد روى الإمام أحمد في (مسنده) بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن كذبًا علي ليس ككذبٍ على أحدٍ، ألا ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".

وهذا المنهج الذي أسَّسه الصدِّيق - رضي الله تعالى عنه - القائمُ على التحري والتثبت في النقل والرواية عن رسول الله - صلى عليه وسلم - كان خليقًا بأن يتبعَه وينسجَ على مِنواله مَن جاء بعده من الرواة والحفاظ والمحدثين.

إذن فالصدق الذي تميز به الصديق رضي الله تعالى عنه هو الشرط الأول للاشتغال برواية حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبدونه يُعَرِّض المشتغل برواية الحديث نفسه للوعيد. قال الإمام الحافظ الذهبي في كتابه (تذكرة الحفاظ) ناصحًا المشتغلين بعلم الحديث وروايته: "... فحُقَّ على المحدث أن يتورع فيما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جِهبِذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم، مع التقوى والدين المتين والإنصاف، والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:

فدع عنك الكتابة لست منها ولو سوَّدت وجهك بالمداد!

قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43) فإن آنست يا هذا من نفسك فهمًا وصدقًا ودينًا وورعًا، وإلا فلا تَتَعَنَّ، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأى ولمذهب فبالله لا تَتْعب، وإن عرفتَ أنك مخلِّطٌ مخبِّطٌ مهمِلٌ لحدود الله - فأرحنا منك! فبعد قليل ينكشف البهرج وينكبُّ الزغل ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله! فقد نصحتُك، فعلم الحديث صَلِفٌ. فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدتُ أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب!!".

وهكذا كان الصدِّيق رضي الله تعالى عنه رأسَ الصادقين والحفاظ في الأمة والذي إليه المنتهى في التحري فيما يحدث به عن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - حتى وافته المنية لثمانٍ بقَين من شهر جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة للهجرة النبوية، وله ثلاث وستون سنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:09

عمر بن الخطاب

أعلام المحدثين  متجدد 1329805912_171529




هو أمير المؤمنين، أبو حفص العدوي القرشي، فاروق هذه الأمة، ووزير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومَنْ أيَّد الله به الإسلام وفتح به الأمصار، وهو الصادق المحَدَّث الملْهَم، الذي قال فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) رواه الحاكم، الذي فرَّ منه الشيطان، وأُعلِي به الإيمانُ، وأُعلن الأذان!
روى الإمام أحمد في (مسنده) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه).

جهوده في خدمة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

هو الذي سنَّ للمحدثين التثبتَ في النقل، وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي سعيد الخدري أنه قال: كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار، فأتانا أبو موسى [الأشعري] فَزِعًا أو مذعورًا، قلنا: ما شأنُك؟ قال: إن عمر أرسل إليَّ أن آتيه، فأتيت بابَه فسلمتُ ثلاثًا، فلم يرُدَّ عليَّ فرجعتُ، فقال: ما منعك أن تأتينا؟" فقلت: "إني أتيتُك فسلَّمتُ على بابك ثلاثًا، فلم يردوا علي فرجعتُ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استأذن أحدُكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع). فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك! فقال أبيُّ بن كعب: لا يقوم معه إلا أصغرُ القوم. قال أبو سعيد قلت أنا أصغر القوم. قال فاذهب به. وفي رواية لأبي داود أن عمر - رضي الله تعالى عنه - قال لأبى موسى: "إني لم أتهمْكَ، ولكن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد!"، وفي رواية أخرى عندأبي داود أيضًا أن عمر قال لأبي موسى: "... ولكن خشيت أن يتقوَّل الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

وفي السياق نفسه روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) أن عمر استشار الناسَ في إملاصِ المرأة [أي التي تُضرب بطنُها فتلقي جنينَها]، فقال: مَنْ سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في السِّقْط؟ [وهو الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه ذكرًا كان أم أنثى] فقال المغيرة بن شعبة أنا سمعته قضى فيه بغُرَّة عبد أو أمة. قال: ائتِ بمن يشهدُ معك على هذا. فقال محمد بن سلمة: أنا أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا.

وهذه الأخبار وغيرها تظهر لنا بجلاء كيف كان حرصُ عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - على أن يتثبتَ ويتأكد عنده خبرُ الصحابي بقول صحابِي آخر من غير تهمة للأول، وتوضِّح لنا أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح مما انفرد به واحد، وفي ذلك – أيضًا - حضٌ على تكثير طرق الحديث من أجل مزيد من الاستيثاق والتثبت.

وقد كان عمرُ - رضي الله تعالى عنه - من وَجَلِه أن يُخطِئ الصحابيُّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأمرُ الصحابة أن يُقِلُّوا الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولئلاَّ يتشاغل الناس برواية الأحاديث عن حفظ القرآن.
فعن قَرَظة بن كعب الأنصاري قال: خرجنا نريد العراق، فمشى معنا عمر بن الخطاب إلى صرار [اسم مكان]، فتوضأ ثم قال: أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا: نعم، نحن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشيت معنا [ أي لِحَقِّنا وإكرامًا لنا]، قال: إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل!! فلا تبدونهم بالأحاديث فيشغلونكم [يريد: فلا تصدُّوهم بالأحاديث فتشغلوهم]، جردوا القرآن وأقِلُّوا الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وامضوا وأنا شريككم، فلما قدم قرظة قالوا: حدِّثنا. قال: نهانا ابن الخطاب، رواه الحاكم.

وقد أسس - رضي الله تعالى عنه - لأدب التحديث، فعن سليم بن حنظلة قال: أتينا أُبَيّ ابن كعب لنتحدث عنده، فلما قام قمنا نمشي معه، فلحقه عمر فرفع عليه الدِّرة، فقال أُبَيّ: يا أمير المؤمنين اِعلَمْ ما تصنع؟ فقال عمر: أما علمتَ أنها فتنةٌ للمتبوع ذلةٌ للتابع؟!

وهكذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حافظًا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحارسًا للشريعة حتى استُشهد - رضي الله تعالى عنه - في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، والأرجح أنه عاش ثلاثًا وستين سنة - رضي الله عنه -.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:10

علي بن أبي طالب

أعلام المحدثين  متجدد 1329806880_171589




هو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وُلد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فرُبِّي في حِجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يفارقْه، وكان ممن سبق إلى الإسلام، وصاهر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق جهاده، وصار من فرسان الإسلام، وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له في سبب تأخيره له بالمدينة: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟).
نهض بأعباء العلم والعمل، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، وشهد له النبي - صلى الله عليه وسلم بالجنة -، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" رواه الترمذي وابن ماجه، وقال: (لا يحبُّك إلا مؤمنٌ ولا يبغضك إلا منافق) رواه الترمذي والنسائي، ولم يزل بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - متصديًا لنشر العلم والفُتيا، وكان أحدُ أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر. ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم يُنقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.

جهوده في خدمة السنة النبوية :

كان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إمامًا عالما متحريًا مستوثقًا في الأخذ والتحمُّل لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بحيث إنه يَستحلِف من يحدِّثه بالحديث! ويقول في ذلك: "كنتُ إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدثني عنه غيرُه استحلفته، فإذا حلف صدقته!".

وقد روى عن النبي - صلى الله عليه و سلم - علمًا كثيرًا، فكان يقول: "سلوني سلوني! سلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أَنَزلت بليل أو نهار!"، ورُوي أن عليًا ذُكر عند عائشة - رضي الله تعالى عنها -، فقالت: "أما إنه أعلم من بقي في السُّنة".

ومع كثرة علمه الذي تحمله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُرْوَ عنه إلا خمسمائة وستة ثمانين حديثًا فقط، وهو أقل مما رُوِي عن بعض الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأسباب منها: انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفُتيا وعقْد مجالس التحديث التي كانت سببًا في انتشار علم بعض الصحابة، كابن مسعود وابن عباس وابن عمر.

منهجه في الرواية والتحديث :

كان من أبرز ملامح هذا المنهج تَوقي الكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أحد الرواة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم، وكان يقول: "إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأن أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتُكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة!" رواه البخاري ومسلم، ولذلك كان ابن عباس يقول: "إذا جاءنا الثبْت عن علي لم نعدل به".

وكان من منهجه – رضي الله تعالى عنه – أيضًا في الرواية؛ عدم رواية المنكر وغير المشهور من الحديث الذي يشتبه على عامة الناس ولا تدركه عقولهم، فقد ورد عنه أنه قال: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب اللهُ ورسولُه؟!).

وكان - رضي الله تعالى عنه - لا يحدِّث مَن لا يثق به من أهل الأهواء والبدع، فكان يضِنُّ بما عنده من العلم ومن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمَّن لا يستحق أن يضع علمه عنده، وفي نصيحته لتلميذه كُميل بن زياد إشارة لذلك، حيث قال له: "إن هاهنا - وأشار إلى صدره - علمًا لو أصبتُ له حَمَلةً!".

وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسِنُّه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:11

أبو هريرة


هو الحافظ الفقيه عبد الرحمن بن صخر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - عبد الرحمن، وكُنيته أبو هريرة؛ لأنه وجدَ هِرَّة فحملها في كُمه، فقيل له: أبو هريرة.

وقد أسلم أبو هريرة بدَوس، ثم قدِم المدينةَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجٌ نحو خيبر، فلحقه بها وشهدها معه.

كان أبو هريرة رجلاً فقيرًا من أصحاب الصُّفَّة، ذاقَ الجوع والفاقة. والصُّفَّة: موضع مُظلَّل في المسجد كان يأوي إليه الغرباء وفقراء الصحابة - رضي الله عنهم - ومَن ليس له منزل، وكان منهم أبو هريرة - رضي الله عنه - وكان رئيسَهم.

وذكر أبو هريرة ما كان من حاله في ذلك الوقت فقال: "لقد رأيتُني أُصرع بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع!".
وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلُح حاله وكثُر ماله، ووَلي إمرة المدينة، وكان يمرُّ في السوق يحمل الحُزمة وهو يقول: "أوسعوا الطريق للأمير!"، وكانت فيه دعابة، رضي الله تعالى عنه.

وكان - رضي الله عنه - كثير الذكر والتعبد، وروي عنه أنه قال: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة، وذلك على قدر ذنبي!"، وروي أنه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به. وقال أبو عثمان النهدي: "تضيَّفتُ أبا هريرة سبعًا [أي: كنتُ ضيفًا عليه في بيته سبع ليالٍ أو سبعة أيام]، فكان هو وامرأتُه وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا [أي يتناوبون قيام الليل]؛ يصلي هذا، ثم يوقظ الآخرَ فيصلي، ثم يوقظ الثالث".

جهوده في حفظ السنة:

كان أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه - من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى، فهو مُسنِد الصحابة بلا نزاع؛ حيث زادت مرويَّاته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خمسة آلاف وثلاث مئة حديث! بعض هذه الأحاديث حفظها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورواها عنه مباشرة، وبعضها رواها عنه بواسطة بعض الصحابة الكبار كأبي بكر وعمر وأبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنهم أجمعين -. روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة أنه قال: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب".

وقال الحاكم (أبو أحمد): "كان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألزمهم له صحبة على شِبَع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه".

وقد أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على حرص أبي هريرة على طلب العلم والخير؛ فقد روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولَ منك؛ لما رأيتُ من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قِبل نفسه".

وقد أثنى كبار الصحابة - رضي الله عنهم – على حفظه وعلمه، فكان ابن عمر – رضي الله عنهما - يقول: "يا أبا هريرة كنتَ ألزمُنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعلمنا بحديثه"، رواه الحاكم في (المستدرك).
وقال طلحة بن عبيد الله: "لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع".
وكذلك أثنى على حفظ أبي هريرة وعلمه الأئمةُ من حُفَّاظ الحديث، فقد روى الأعمش عن أبي صالح: "ما كان أفضلَهم [أي الصحابة]، ولكنه كان أحفظ".
وقال الشافعي: "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره".

ولما استنكر بعضُ الناس كثرةَ تحديث أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رغم أنه لم يدرك من صحبته إلا سنوات قلائل، وبلغته تلك المقالة عنهم تأثر وقال: "إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفقٌ بالأسواق، وكنتُ ألزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ملء بطني، فأشهدُ إذا غابوا، وأحفظ إذا نسَوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عملُ أموالِهم، وكنتُ امرأً مسكينًا من مساكين الصُّفَّة أعي حين ينسون.

وقد نال أبو هريرة – رضي الله عنه – هذه الدرجة في الحفظ وعدم النسيان ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – له، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال في حديث يحدِّثه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول"، فبسطتُ نَمِرة عليّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك من شيء!".

وروى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله! إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: "أبسط رداءك"، فبسطته، قال: فغرف بيديه ثم قال: "ضُمَه"، فضممتُه فما نسيت شيئًا بعده!.

وروى النسائي في (السنن الكبرى) أن رجلاً جاء زيدَ بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكر ربنا - خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا، فسكتنا، فقال: "عودوا للذي كنتم فيه"، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمِّن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: "اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علمًا لا ينسى" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: "آمين!" فقال: يا رسول الله! ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى، فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسي".

ولم يمت أبو هريرة – رضي الله عنه – حتى بثَّ في الناس ما تحمله من العلم، وبلغ عدد تلامذته المئات، قال البخاري: روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر.

وفاته:

توفي أبو هريرة سنة ثمان وخمسين، قاله جماعة، وقال آخرون: سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة سبع وخمسين - رضي الله عنه -.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:12

عبد الله بن مسعود

هو الإمام الرباني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أمِّ عبدٍ الهُذَليُ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخادمه وصاحب سواكه ونعليه، أسلم قديمًا، وكان أحد السابقين الأولين، فكان سادس ستة في الإسلام! وكان أول من جهر بالقرآن بمكة، وهاجر الهجرتين، وشهِد بدرًا والمشاهد بعدها، وكان من سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدى، وكان من نبلاء الفقهاء والمقرئين.

لازم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ من فيه سبعين سورة، وقال - صلى الله عليه وسلم - : "من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".

نظر عمر مرة إلى ابن مسعود - وقد قام - فقال: كُنَيف [أي: وعاء] مُلئ علمًا!

وعن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا له: حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هديًا ودلاً وسمتًا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو ابن مسعود!

وعن حارثة بن مضرب قال: قُرئ علينا كتاب عمر: "إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا، وقد آثرتكم بعبد الله ابن مسعود على نفسي".

منهج ابن مسعود في الرواية:

كان عبد الله بن مسعود من المكثرين من الرواية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك فقد كان شديد التحري في الأداء وكان يشدد في الرواية، ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ، ولا يجرؤ على الجزم بأن ما ينقله هو نفس اللفظ النبوي تورعًا واحتياطًا، فعن أبي عمرو الشيباني قال: كنت أجلس إلى ابن مسعود حولاً لا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا استقلته الرِّعدة وقال: هكذا أو نحو ذا أو قريب من ذا!

ومن منهجه في الرواية - رضي الله تعالى عنه – أنه كان ينهى عن رواية ما يفوق ذهن العامة ويربكهم حفظًا لديانتهم، فقد كان يقول: "ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم".

وقد انتفع به من التابعين خلق كثير، وأخذوا عنه علمًا جمًا، حتى صاروا هم علماء الدنيا من بعده، فحدثوا عنه في الآفاق، ومن أشهر طلابه: علقمة، والأسود، ومسروق، والربيع بن خُثيم، وشُريح القاضي، وأبو وائل، وزِرُّ بن حُبيش، وعَبِيدة السلماني، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عثمان النَّهدي، والحارث بن سويد، وربعي بن حراش، وآخرون، كما روى عنه ابناه عبد الرحمن وأبو عبيدة وابن أخيه عبد الله بن عتبة وامرأته زينب الثقفية.

واتفق موته – رضي الله تعالى عنه – بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وله نحو من ستين سنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:26

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

أعلام المحدثين  متجدد 1329807127_171595




هي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنت خليفته أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شوال بعد وقعة بدر، فأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر حيث مات عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي بنت ثماني عشرة سنة.

وكانت عائشة - رضي الله تعالى عنها - أحب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه؛ فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: "أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، قلت: من الرجال؟ قال: (أبوها)، قلت: ثم من؟ قال: (عمر)، فعدَّ رجالاً".
وما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بين سَحْرِها ونَحْرِها [أي: بين صدرها وعنقها]، وما دُفِن إلا في بيتها، وقال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه البخاري.

وقد برَّأها الله تعالى من فوق سبع سموات مما رماها به أهل الإفك، في آيات يتلوها الناس إلى قيام الساعة.

وكانت كريمة سخية، قال عروة بن الزبير: "إن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف، فوالله ما غابت عليها الشمس حتى فرقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من ذلك بدرهم لحمًا؟ فقالت: ألا ذكَّرتِني؟ .. وفضائلها كثيرة جدًا - رضي الله تعالى عنها -.

جهودها في حفظ الدين وخدمة السنة النبوية :

كانت - رضي الله عنها - من أكبر فقهاء الصحابة، والمرجع الأول في الحديث والسنة، والفقيهة الأولى في الإسلام، وكان فقهاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجعون إليها في المعضلات فيجدون عندها الأجْوِبة، وقد تفقه بها جماعة من الصحابة والتابعين وحدَّثوا عنها.

قال مسروق بن الأجدع التابعي الإمام القدوة: "والذي نفسي بيده لقد رأيت مَشْيَخة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يسألونها عن الفرائض!!".

وقال الإمام الزُّهري: "لو جُمِع علمُ عائشة إلى علم جميع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعِلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل".

وقال عنها عروة بن الزبير - ابن اختها أسماء -: "ما رأيت أحدًا من الناس أعلم بالقرآن، ولا بفريضة، ولا بحلال وحرام، ولا بشِعر، ولا بحديث العرب، ولا النسب من عائشة رضي الله عنها".

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنه قال: "ما أَشْكل علينا أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ قطُّ فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا".

ومن جهودها - رضي الله عنها - في حفظ الدين وخدمة السنة النبوية أنها كانت حريصة على بثِّ ما عندها من علم وعدم كتمان ما سمعته في بيت النبوة من الحكمة والموعظة الحسنة، فحفظت للأمة بضعة آلاف من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها ألفان ومائة وعشرة أحاديث في الكتب الستة.

وممن روى عنها من الصحابة: عمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وأبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، والسائب بن يزيد، وزيد بن خالد الجهني وغيرهم رضي الله عنهم.

وممن روى عنها من التابعين: مسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد النخعي، وسعيد بن المُسيِّب، وعبد الله وعروة ابنا الزبير (ابنا أختها)، والقاسم ابن محمد ابن أبي بكر (ابن أخيها)، ومُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخير، وعمرو بن ميمون، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وزِرّ بن حُبَيش، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وعطاء بن يسار، وابن أبي مُليكة، وطاوس، ومجاهد بن جبر، وعِكرمة، ونافع مولى ابن عمر، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعلي بن الحسين بن علي (زين العابدين)، والشَعْبي، ومن النساء: عَمرة بنت عبد الرحمن، ومعاذة العدوية، وخيرة أم الحسن، وصفية بنت أبي عبيد، وخلقٌ كثير.

قال الشعبي: "كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدثتني الصديقةُ بنتُ الصديق، حبيبةُ حبيبِ الله تعالى، المبرأةُ من فوق سبع سموات".

وفاتها:

توفيت - رضي الله تعالى عنها - في رمضان سنة سبع وخمسين، وقيل ثمان وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه -، ثم شُيِّعت جِنازتها في غَسَقِ الليل على أضواء المشاعل، حيث أَمَرت أن تُدفن ليلاً، ودُفنت في البقيع مع صويحباتها حسب وصيتها لابن أختها عبد الله بن الزبير، وذلك بعد أن عاشت ملء الحياة والسمع والبصر خمسًا وستين أو ستًا وستين سنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق بن زياد
عضو مجتهد
عضو مجتهد
طارق بن زياد


الجنسية : مغربية
المدينة : مراكش
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 14/11/2011
العمر : 50
المزاج المزاج : على حسب
البلد : : أعلام المحدثين  متجدد Watan_11
الجنس : أعلام المحدثين  متجدد I_icon_gender_male
الدعاء : : أعلام المحدثين  متجدد 65

أعلام المحدثين  متجدد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعلام المحدثين متجدد   أعلام المحدثين  متجدد Icon_minitimeالأربعاء 25 أبريل 2012 - 5:27

الإمام الزهري .. المحدث الفقيه

أعلام المحدثين  متجدد 1332054283_176181



ولد الإمام الحافظ الفقيه أبو بكر المدني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري بالمدينة النبوية سنة خمسين من الهجرة، وقيل: إحدى وخمسين.

كان من صغار التابعين، ونشأ فقيرا فأقبل على طلب العلم والحديث، ولازم بعض صغار الصحابة كأنس بن مالك وسهل بن سعد الساعدي، وروى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله شيئا قليلا، وتعلم وتفقه على كبار علماء التابعين وفقهائهم.

بدأ مشواره العلمي بتعلم الأنساب على يد عبد الله بن ثعلبة العذري، ثم لازم سعيد بن المسيب ثمان سنين، ثم تفقه وأخذ الحديث أيضا على يد فقهاء المدينة كعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وخارجة بن زيد بن ثابت.

وبعد أن رحل إلى الشام قرّبه خلفاء بني أمية، بداية بعبد الملك بن مروان، ومرورا بالوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز - الذي كلفه بتدوين الحديث الشريف -، ويزيد بن عبد الملك - حيث ولاه القضاء في خلافته -، وانتهاء بهشام بن عبد الملك، الذي استعان به لتربية أبنائه، ليعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم، فلم يفارقهم حتى مات.

مناقبه وثناء الأئمة عليه:

اشتهر الإمام الزهري بقوة ذاكرته وسعة حفظه، وجمعه بين علوم القرآن والسنة وأنساب العرب، وكان أول من دوّن الحديث الشريف بتكليف من أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وخرّج له الأئمة الستة في كتبهم، وكان إسناده من أجود الأسانيد: الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

وقد أخذ عنه خلق كثيرون، أبرزهم: إمام دار الهجرة مالك بن أنس، وفقيه مصر وعالمها الليث بن سعد، والخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، والإمام الأوزاعي، وسفيان بن عيينة ومحمد بن المنكدر وقتادة ومعمر بن راشد.

قال الليث بن سعد: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، ولا أكثر علما منه، لو سمعت ابن شهاب يحدث في الترغيب لقلت لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه نوعا جامعا.

وقال محمد بن سعد: كان الزهري ثقة، كثير الحديث والعلم والرواية، فقيها جامعا.

وقال إبراهيم بن سعد، عن أبيه: ما سبقنا ابن شهاب بشيء من العلم إلا أنه كان يشد ثوبه عند صدره ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة.

وقال عنه الإمام ابن حجر: الفقيه الحافظ المتفق على جلالته وإتقانه، ونعته الإمام الذهبي بــ: أحد الأعلام.

وقفات مع سيرته:

تميز الإمام الزهري بمزايا عديدة، منها:

- جمعه بين العلم والعمل: كان يعمل بكل ما يتعلمه ، ويقول: لا يُرضي الناسَ قول عالم لا يعمل، ولا عمل عامل لا يعلم، وكان يقول: إن رجلا عايش حديث رسول الله، وجالس أئمة ربانيين، وتعلم من علمهم وأدبهم، لا بد أن نرى أثر ذلك في قوله.

- حرصه على تدوين وكتابة كل شيء يتعلمه: كان يحمل الألواح معه ويكتب كل ما يسمع، ولا يخفى ما في ذلك من مشقة وتعب، وكان ذلك سببا مهما في كثرة مروياته، قال عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه: كنت أطواف أنا وابن شهاب، ومع ابن شهاب الألواح والصحف. قال: وكنا نضحك به. قال: وكنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كل ما سمع، فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس.

وقال معمر عن صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا والزهري، فقال لي الزهري: نكتب السنن. قال: فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: تعال نكتب ما جاء عن الصحابة. قال: فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت.

- أخذه بأسباب التحصيل العلمي: كان يأخذ بأسباب قوة الحفظ، ويبتعد عن كل ما يؤثر على ذلك، وكان ذلك سببا مهما في سعة حفظه وقوة ذاكرته، حيث كان يشرب العسل، ويقول: إنه يذكِّر، وكان يكره أكل التفاح ويقول: إنه يُنسي؛ ولذا قال ابن وهب عن الليث: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته.

وفاته:

توفي الإمام الزهري بشغب - ضيعة خلف وادي القرى بالشام - سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومئة من الهجرة، وقيل: بعد ذلك. رحمه الله رحمة واسعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أعلام المحدثين متجدد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برجك اليوم متجدد
» كيف يحبك الله(متجدد)
» وصفات متنوعة من للا مولاتي متجدد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأسرة المغربية و العربية :: المنتديات الشرعية :: منتدى الحديث الشريف-
انتقل الى: