لا يتوقف الباحثون عن رصد أنواع معينة من الطعام تفتح علينا أبواباً من المشكلات الصحية، وتكسبنا عادات ضارة، لذلك يجب علينا ألا ننخدع بسحر هذه الأطعمة حتى لا يتحول نمط حياتنا إلى الصورة الضارة التي تصيبنا بالأمراض.
كيف تفسرين إذاً ذلك النجاح الذي تحققينه - مثلاً - بعد أسابيع من اعتيادك تناول الطعام الصحي، ومواظبتك على حضور حصص الرياضة في النادي، وإلغائك للحلوى، واقترابك من تحقيق هدفك في إنقاص 2 أو 3 كيلوغرامات، في هذه الحال تعدِّين نفسك ناجحة، لذلك تستحقين جائزة، فلا بأس بقطعة حلوى، أو قليل من المياه الغازية، ولن يضرك تناولك البطاطا الشيبس، ولكن بعد ساعات سينقلب المشهد، ويجعلك تبحثين عن الطعام الغث، وينفتح الباب على مصراعيه أمام اختيارات الطعام غير الصحية، وتخرج الأمور عن السيطرة؟ ومن الناحية الجسمانية يصعب عليك التوقف، لأن تأثير الإدمان قد تسلل إلى ذهنك، وهذا ما يؤكده الباحثون، لكنهم لا يستبعدون نجاحك مرة أخرى في إعادة الانضباط والخروج من هذا الفخ الغذائي.
حقيقة الطعام غير الصحي
دعونا لا نستمرئ تصديق فكرة إدمان الطعام، وأننا سنهلك إذا لم نأكل طعاماً بعينه، فحقيقة الأمر أن معظمنا يأكل لأسباب تختلف عن مجرد «البقاء على قيد الحياة»، فنحن نأكل حتى نكافئ جزءاً هاماً من الدماغ، يسمى Nucleusaccumbensوهو الجزء ذاته الذي يتأثر بفعل المخدرات أو الخمور، فيطلق مادة الدوبامين Dopamine، وهي مادة كيميائية تحقق لكِ الراحة والسعادة، وتعزز إدراكك لطعام معين أنه يبعث البهجة للدماغ، وغالباً ما ينتابك، مع أول قضمة من هذا الطعام، انتباه جميع حواسك لتذوقه، وغالباً ما يحدث ذلك مع النساء بدرجة أكبر من الرجال، لأسباب لم يفسرها العلماء حتى الآن، وهنا يستجيب جهازك العصبي بإفراز هرمون الأنسولين الذي يقلل الغلوكوز في الدم، فتهدأ عضلات المعدة، وتشعرين بالحاجة إلى تناول المزيد من الطعام حتى تشبعي، والمدهش أن هذا يحدث «فقط» مع الأطعمة الدهنية والسكرية، وليس مع الأطعمة الصحية كالخضراوات أو الفواكه، لذلك تتشوقين إلى تناول اللحوم بأنواعها، والدهون المشبعة والجبن والحلوى، وهذا ما يفسد قدرة الدماغ على تنظيم الشهية والتوق إلى طعام معين، ولا تعرفين درجة إحساسك بالشبع أو الجوع حتى تصلي إلى حالة كاملة من التخمة.
والأدهى من ذلك أن هذا التأثير يمكن أن يستمر ثلاثة أيام، وهي المدة التي يحتاج إليها الجسم للتخلص من هذه الدهون، لذلك تكون نتيجة هذا الانغماس غير المفيد انتكاسة كبيرة، وإذا أضفنا السكريات إلى الطعام الممتلئ بالدهون، مثل الآيس كريم، والكعك والدونت ازدادت كميات هرمون الغرلين Ghrelinالذي ينبه الشهية ويزيد اشتياقك إلى الطعام، وتجدين نفسك ترغبين في المزيد لكي تأكليه.
والمعروف أن السكر يعزز مخزون الذاكرة، ولذلك نتشوق إليه في المقام الأول، ونتناول المزيد منه في المناسبات الاجتماعية المختلفة، ونتيجة ذلك يستجيب مركز «المكافآت والجوائز» في الدماغ ويشعرك بالراحة عندما تتناولين السكر، وذلك بإفراز الأندروفين Endorphin، وهو أحد المركبات التي تشعرك بأنك في أفضل حال، إنه أشبه «بالمورفين» المخدر، وله تأثير مشابه لحقنة الهيروين التي تجعلك تتشوقين إلى حقنة أخرى عندما يتضاءل أثر الحقنة الأخيرة.
استعادة السيطرة
هل بمقدورنا تجنب الاشتياق المستعر إلى الدهون والسكريات كلياً؟
الإجابة: ذلك أمر غير ممكن، لأن هذا الاشتياق قد ينجم عن الضغوط أو عن مشكلة انقطاع الطمث، أو مجرد التفكير في الطعام، ولكن هناك الكثير الذي يمكنك عمله لكبح جماح هذا الاشتياق.
استخدمي دماغك
أفضل أسلوب لإيقاف ذلك التشوق هو أن تكبحي جماحه قبل أن يبدأ، أي بصورة استباقية، لأن هذا التشوق يتطلب طاقة ذهنية للتفكير فيه قبل أن يبدأ، لذلك عليك شغل تفكيرك بشيء آخر بدلاً من التفكير في هذا الاشتياق، فلا يكون أي مكان في الذهن جاهزاً للتفكير في التلهف على الأكل.
المقاطعة في أثناء الأكل
بعد أن تقضمي 3 قطع صغيرة من الحلوى، ومع شعورك بنوبة من الندم، حاولي التحول إلى وجبة خفيفة صحية، وعندما تشارك حواسك في الأمر باختيار قطعة فاكهة ستتوقفين عن الاستمرار في تناول الحلوى.
إخفاء المنبهات
أبعدي عن ناظريك الأصناف غير الصحية، فالتأثير الذي يولده وضع الطعام الصحي - كما أثبتت ذلك الدراسات الخاصة بسلوكيات تناول الطعام - في مكان ظاهر وبارز يشجعنا على تناوله، والعكس صحيح، أي إخفاؤه في مكان لا يسهل الوصول إليه، يجعلنا في غنى عنه، والأفضل ألا تحتفظي به على الإطلاق.
العودة إلى الصواب
قد لا تستطيعين التوقف تماماً عن تناول الكراميل أو غيره من الحلوى، ولكن ركزي على العواقب على المدى القصير حتى تعودي مرة أخرى إلى جادة الصواب، وتتمكني من تجاوز النكسة الغذائية التي حدثت لك.
كوادر
1
المغريات
حلوى العرقسوس
البيرغر
الدونت
المقرمشات
المقليات (البطاطا)
2
للقضاء على اشتهاء الطعام غير الصحي
يمكنك أن تستبدلي بالطعام غير الصحي بعض الوجبات الخفيفة التي لا تضر بخطتك في إنقاص الوزن، ولا تبعدك عن المسار الصحي.
1
بذور دوار الشمس فيها الكثير من المغذيات التي تنظم حركة الأعصاب والعضلات، تناولي منها 50 غراماً.
2
الزبادي بالفواكه بدلاً من الآيس كريم يفيدك الزبادي بالبروتين، وتعطيك الفواكه الڤيتامينات، تناولي منه 150 غراماً.
3
الشوكولاتة الداكنة
كمية صغيرة منها توفر لك حلوى مفيدة مليئة بمضادات الأكسدة، يمكنك تناول 30 غراماً منها بشرط أن يكون فيها ٪65 أو أكثر من الكاكاو الصافي.
4
الفستق
يعتبر بديلاً لكثير من الوجبات غير الصحية، بفضل ما فيه من مضادات للأكسدة، يمكنك تناول 30 حبة منه.
5
بسكويت القمح الكامل
بدلاً من المقرمشات تناولي هذا النوع من البسكويت الذي يوجد فيه قليل من السعرات الحرارية حتى تشعري بالشبع لمدة طويلة.
تناولي ما وزنه 32 غراماً تقريباً، أي حفنة.