فضل انجاب الاناث
نعمة كبيرة لا يشعر بها البعض وهى نعمة إنجاب الإناث
وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز ووصفها بأنها هبة من الرحمن
يهبها لمن يشاء ويريد من عباده
قال الله تعالى:
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء
يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ*
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
الشورى
وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة ذكر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم
فضل من يحسن تربية بناته وجزاء صنيعه وصبره وحلمه معهم , بدخوله جنة الخلد .
ولتربية البنات أصول خاصة وطرق وأساليب تختلف عن تربية البنين
وللأم دور عظيم في حياة بناتها , مع عدم إنكارنا لأهمية دور الأب والذي سنتحدث عنه بالمقام الأول
إذ أن للأب دور هام وجوهري في تلوين وتحديد شخصية إبنته
منذ نعومة أظفارها ,إلى أن تتزوج وتكون مسئولة عن بيت وأسرة وأولاد .
حيث أننا نعتبر أن الأب دائما هو خط الدفاع الأول لمشاعر ابنته وأحاسيسها تجاه الجنس الآخر ,
فهو أول وأهم شعور حب حقيقي نحو الجنس الآخر في قلب أي فتاة . .
وهناك أباء يعتبرون أن تربية البنات مسئولية الأم وحدها ظنا منهم أنها مهمة يسيرة ,
وأن التعامل مع البنت يحتاج لكثير من الحزم
ويعتبرون أنها اقل من أن يعيرونها اهتماما مثل تربية البنين
وهناك نوعية أخرى من الآباء تعتبر إنجاب البنات عارا عليها
ولذلك لا يهتمون بهن .
فهذه النماذج من الأسر وهى للأسف كثيرة في مجتمعاتنا العربية
إذ أنهم يعيشون جاهلية برغبتهم إنجاب الذكور ,
ولم يراعوا حق الله في بناتهم ومعاملتهم وقد ذم الله عز وجل في كتابه العزيز أهل الجاهلية
على رغبتهم في الذكور دون الإناث ،
وعاب عليهم فرحتهم بالذكر وحزنهم بالأنثى
فقال تعالى :
( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ،
يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ،
أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يزرون )
إن كراهة إنجاب الأنثى في حقيقته هو عدم رضا عن عطاء الله وهبته ومنته ,
وإظهار السخط على قدر الله ونعمه ،
فالذكور هبة من الله يهبها لمن يشاء ،
والإناث أيضا هبة من الله يهبها لمن يشاء ،
ويهب لمن يشاء الاثنين معا ،
ويحرم من يشاء من الاثنين معا لحكمة هو وحده الأعلم بها .
وهناك أسباب لكراهية إنجاب الإناث منها :
- الخوف على الفتاة من غدر الأيام وقسوتها وعدم الإطمئنان عليها
مستقبلا في زواجها فهو لا يعلم ما إذا كان هذا الزوج
سيحبها ويحميها ويحافظ عليها
كما كان والدها يفعل أم لا ؟
وان كانت ستعيش في رغد و هناء وسعادة
وعزة وكرامة أم لا ؟
أحب بنيتي ووددت أني ............ دفنت بنيتي في قاع لحد
وما بي أن تهون عليّ لكن ....... مخافة أن تذوق الذل بعدي
فإن زوجتها رجلاً فقيراً ........ أراها عنده والهم عندي
وإن زوجتها رجلاً غنياً ......... فيلطم خدها ويسب جدي
سألت الله يأخذها قريباً ......... ولو كانت أحب الناس عندي
- رفض فكرة التعب في تربيتها وتعليمها والإنفاق عليها
ثم يذهب كل ذلك لرجل غريب بعد زواجها .
- الخوف من انتقال ميراثها إلى زوجها أي إلى فرد غريب عن العائلة
- كذلك لأن البنت لا تمثل امتدادا لوالدها وعائلتها
كونها تنجب أطفالا يحملون إسم و لقب عائلة زوجها
يقول الشاعر الجاهلي
أبناؤنا بنو أبنائنا ... وبناتنا أبناؤهن بنو الرجال الأباعد
- الحرص الشديد على شرفها فيضيق عليها الخناق ويحيطها بسياج من القيود والسيطرة
والقسوة ظنا منه أنه يحميها من خطر الانحراف أو سوء السمعة
فهنا الحب الزائد والخوف الشديد يتحول لا إراديا إلى حدة في التعامل ,
و قسوة مفرطة قد تصل إلى البعض منهم إلى قتل البنت
أو وأدها كما كانت الجاهلية تفعل .
نجد قصصا تدمي القلوب عند سماعها من فتيات عشن قسوة الأب
وفقدن الحنان والحب والإحتواء والدفء العائلي
الذي يحصن الفتاة ويحميها من أية إغراءات خارجية
- فنجد من يضرب ابنته بعنف يصل إلى جرحها أو كسر ذراعها.
- و من يسب ابنته باستمرار ويسمعها كلام يؤذي مشاعرها .
- وآخر يضرب ابنته إلى أن تفارق الحياة .
تحكي إحدى الفتيات قصتها بحرقة وتقول :
أنا فتاة ابلغ من العمر 24 ولي 5 أخوات فتيات أصغر مني ,
أنا أكبرهم المشكلة إنني منذ نعومة أظافري وأنا أسمع أبي
يقول : أتمنى لإبنتي الموت لأني كنت أريد ولد
ليحمل إسمي وأرفع رأسي به بين الناس .
إنه يكرهنا كلنا ينادينا بأسماء شباب ,
ويشتمنا ويضربنا ويهين أمي ويشتمها ويضربها أمامنا
ويقول لها : سوف يأتي يوم من الأيام وأقتلك أنت وبناتك
لأنكن من جعلتنني أمشي حاني الرأس بين الناس .
وتضيف : تفكيره محدود وأنا لا أستطيع تحمل كل هذا العذاب والقهر بشكل يومي ,
والشتائم التي أسمعها كل يوم
لقد مللت من أبي وتفكيره الرجعي والمتخلف .
وكما نجد تلك النماذج لآباء فقدوا الرحمة من قلوبهم وفقدوا الفطرة التي جبلهم الله عليها .
نجد أيضا نماذج مشرفة وعلامات مضيئة
تدل على وعي كامل وعقل راجح وثقة في الله عز وجل وشكر لنعمه الجليلة
فنجد آباء أحبوا بناتهم واتقوا الله فيهن وقاموا بدورهم التربوي كما يجب .
اذكر على رأسهم والدي الحبيب الذي كان ومازال لي هو الحب الأول في حياتي
وهو نموذج الزوج الذي لطالما حلمت به قبل زواجي من حسن معاملته لي ولأخواتي البنات ,
ومن حسن معاملته لأمي الحبيبة رحمة الله عليها .
كان والدي مثال للدفيء ورقة المشاعر وحنان الكون كله
كان يحتوينا جميعا بحبه وقلبه الكبير العطوف , كان يضمني ويقبلني ويمسك بيدي
كان يعي جيدا أن كل فتاة تحتاج إلى الحب من الجنس الآخر ,
وأنها فطرة جبلها الله عليها
وإذا لم تجده في بيتها فستبحث عنه خارجه .
و أن عليه كأب أن يملا هذا الفراغ بعطفه واحترامه وحبه لها
وأن يشبعها نفسيا ويكون خط الدفاع الأول والأهم لتلك المشاعر الإنسانية .
فأحاطني وإخوتي بحبه وعطفه وحنانه . وكنت ومازلت اردد دائما :
كل فتاة بأبيها معجبة
والأمر لا يقتصر علي فقط بل هناك نماذج كثيرة ولله الحمد تسعد القلب من حسن معاملة الأب لها
تقول إحدى الفتيات عن والدها بعد موته :
أحتاج لأبى جدا بالرغم من أن عمري 30 عام
إلا أنني أشعر كأنني طفلة صغيرة خرج أبوها
و تركها و هي تبكى لأنها لا تشعر بالأمان إلا معه .
أبكى أبى كثيرا و لكن احتياجي له يزداد في فترات الابتلاءات .
مات أبي منذ ست سنوات و إنا لله وإنا إليه راجعونأحبه جدا جدا
فقد صبر على المرض كثيرا غفر الله له .
منذ أكثر من عام تعرضت لابتلاءات متتالية ,
رأيت فيها حقيقة الناس بعيدا عن المظاهر الزائفة
و أحتار بين البدائل و الاختيارات ...
حتى قرار زواجي ليس هناك من يشاركني فيه !!
أفتقد أبى جدا كان بيننا تفاهم كبير
بالرغم من أنه عودنا على تحمل مسؤوليتنا منذ صغرنا ,
إلا أنني أحس معه بالأمان و التفاهم و الاحتواء و الطمأنينة .
أيها الآباء اتقوا الله في القوارير
- إتق الله في ابنتك فلذة كبدك النعمة التي وهبك الله إياهامن غير حول منك ولا قوة
- واعلم أن الله قادر على حرمانك من نعمه الكثيرة
وفكر قليلا في تلك المسؤولية التي شرفك الله بها وحرم غيرك منها .
- هل أديت حقها ؟
هل صنتها وربيتها على ما يرضي الله ورسوله ؟
هل أشفقت عليها وصبرت على تربيتها ؟
هل كنت لها الملاذ الذي تلجأ إليه وقت شدتها واحتياجها ؟
هل كنت لها بر الأمان الذي تطمئن إليه وترتمي بين أحضانه ؟
معلنة للدنيا كلها وللهموم والإحباط والأزمات
أن هناك من يقف بجوارها بلا مقابل
وبلا قيود وبكل حب واحترام
- واعلم أن صبرك هذا وحبك واحترامك واحتوائك لابنتك
سيكون له عظيم الأثر على نفسها وحسن أخلاقها ,
فهي لا تريد شيئا من الدنيا إلا قلبك الكبير وحبك
الذي يكفيها ويغنيها عن أي شيء آخر ,
وأنها ستحاط بسياج من نور يملأ قلبها فتقوى
ويشتد عودها وتصمد أمام مغريات الحياة ,
لأن هناك من يدعمها بحبه وعطفه وحنانه فهي لا تحتاج أكثر من ذلك .
فلا تدعها وحيدة ذليلة تنتظر ابتسامة من هذا وكلمة من ذاك وعطفا من آخر
- وكن على يقين أن ما تزرعه الآن من حب وعطف وكرامة وعزة نفس ,
ستحصده أنت وإبنتك عزا وفخرا وأدبا واحتراما في المستقبل
وتقدير المجتمع لها ولك على حسن تربيتك
- وتأكد أنك إن لم تربي إبنتك على الكرامة فلن يحترمها أحد في الكون ,
فستقدم للمجتمع فتاة هشة ضعيفة الشخصية مفرطة في حقوقها وكرامتها ,
من السهل والطبيعي عليها أن تتقبل الإهانة من أي فرد بدون أدنى اعتراض منها ,
لأنها وبكل بساطة تربت على ضياع كرامتها
واستمع أيضا لتدليل الشيخ الفاضل محمد المنجد لابنته الصغيرة بكل حب وحنان فيقول لها :
بنيتي
بنيتي بنيتي مقامها في مهجتي
إن كان لي من فتنة في العمر فهي فتنتي
يا فتنة خلابة منحتها محبتي
وكلها براءة تقر منها مهجتي
وخطوة سحرية تنساب مثل النسمة
وحين تبسم لي تأسرني بالبسمة
كأنما الدنيا تماما أصبحت في قبضتي
بنيتي بنيتي مقامها في مهجتي
- واعلم أن جائزتك عظيمة وتنتظرك يوم القيامة من الله عز وجل
كما اخبرنا سيد المرسلين صلوات الله عليه
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وسرائهن وضرائهن أدخله الجنة بفضل رحمته إياهن ،
قال رجل : وابنتان ؟
قال : وابنتان ،
قال رجل : وواحدة ؟
قال : وواحدة .
أخرجه الإمام احمد
ولك في رسول الله أسوة حسنة فهو الأب الرؤوف الرحيم ببناته الأربع ,
فرباهن وأدبهن وأحسن تربيتهن وأحاطهن بحبه وعطفه وحنانه ,
حتى أثمرت تلك التربية النبوية السيدة فاطمة رضي الله عنها
التي روى البخاري قول رسول الله لها قبيل وفاته :
" أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين "
آ[b][center]