تربية الغنم
يربي الكساب الغنم لينتفع من لحومها ولبنها وصوفها وغبارها الناتج عن فضلاتها.
وليعم الانتفاع ويكثر الربح، على المربي أن يأخذ بعين الاعتبار النقط التالية:
1- اختيار نوع الإنتاج الذي يرغب فيه، وبالتالي اختيار فصيلة الغنم الملائمة لذلك. وتهيئ وسائل توزيع منتجاتها وبيعها.2-
اختيار نوع التغذية المناسبة للإنتاج، وحساب كمياتها ومراعاة توازنها كما
وكيفا، وتصميم زراعة ما صلح منها وضبط يوميات إنتاجها بالضيعة.3- تصميم الإسطبل لإيواء الغنم، وتسهيل العمل فيه.4- إعداد التجهيزات اللازمة لتربية المواشي ومحاربة الأمراض والعناية بالصحة.5- ضبط معرفة الحيوانات والتعريف بها في أوراق شخصية مرقمة وتسهل مراقبتها من حيث السمن وتصميم الولادة وتحديد الشاه المسنة.6- الاتصال بالمصالح المختصة في تربية المواشي وطلب الإرشادات منها. 1. اختيار نوع الإنتاج هناك ثلاثة أنواع من الإنتاج، وهي كما يلي:
1-إنتاج الخرفان من سن 100 يوم ووزن 30 إلى 35 كلغ للرأس. ويتطلب هذا
الإنتاج صنفا بكريا من الغنم مثل السردي أو بريشون الفرنسي Berrichon، ينمو بسرعة 250 إلى 350 غرام في اليوم، وذلك بتكملة لوجبة غذائية في المرعى بقدر 100 إلى 500 غرام من المركزات في اليوم وللرأس.
2- إنتاج الخروف الراعي الذي لا يقتات إلا من المرعى، ويصل وزنه من 30 إلى 45
كلغ للرأس في سن 6 إلى 8 اشهر. وكمثال لهذا الصنف فصيلة بني مكيل الوجدية ومرينوس Mérinos ويعطي هذا الصنف الأخير إنتاجا كبيرا من الصوف (حوالي 5 إلى 7 كلغ من الصوف للرأس وللسنة).
3-ثم إنتاج الكبش السمين، ومن أحسن الأصناف نجد السردي. ومن المعلوم أن
تجديد كل نوع من هذه الإنتاجات متصل بالسوق ووسائل النقل وسهولة المرور على الطريق ووجود مرعى للرعي... فلا يعقل أن يفكر الكساب في إنتاج الخروف الراعي إذا لم تكن له أرض شاسعة للرعي، كما يصعب عليه لأن ينتج الخروف السمين في 100 يوم إذا لم يكن لديه ما يكفيه من المال لسد حاجياته من شراء العلف والمركزات، وكلما كانت الظروف حسنة وملائمة كان من الأفضل أن يختار المربي صنفا جيدا من الغنم.
أما إذا كانت الظروف عسيرة لا تظهر معها قيمة الأصناف الجيدة فمن الأيسر استعمال الأصناف المحلية المعتادة.
2. اختيار الوجبة الغذائية المناسبةيكمن سر النجاح في تربية المواشي في الاستقلال الذاتي الخاص بالغذاء. فكلما استقل الكساب عن شراء الأكل من السوق ونتج كلأه وعلفه في ضيعته، كان الربح أقرب واستغنى عن التعلق بغيره في سد حاجيات ماشيته الغذائية. لهذا لابد من تصميم الزراعات الكلئية حسب المناخ والتربة وتوفر الماء، وتجديد مواسمها حيث تظهر له بوضوح الفترات الزمنية التي يقل فيها الكلأ ويضطر خلالها إلى
شراء الشمندر والذرة والنخالة... والمركزات وغيرها لتكملة الوجبة الغذائية.
وعلى سبيل المثال يزرع البرسيم في شهر نونبر ويجنى من يناير إلى ماي. وتزرع الذرة في شهر مارس وتجنى في يونيو إلى أكتوبر وتزرع الفصة مرة واحدة على رأس خمس سنوات وتجنى على طول السنة. وتستعمل الزراعات الخضرية لتغذية المواشي، ومنها أوراق الملفوف والشمندر الأحمر والفاصوليا الخضراء والفول والجزر وغير ذلك.
ويراعي الكساب في الاحتفاظ على التوازن بين محتويات الطاقة الأزوطية، ويراعي كذلك في اختيار غذاء ماشيته ما يلي:
· محتواه الطاقي والأزوطي والفيتاميني والمعدني.
· علفه وكثافته ونسبة جودته الكلئية عن مادته الجافة، لاجتنابه إذا كان يملأ البطن دون أن يسد الحاجيات الأساسية من طاقة وأزوط.
· تكملته بما ينقصه من معادن وغيرها.
3. الإسطبل ومأوى الشاةيعد إيواء الغنم وحفظهم من الريح والمطر والشمس القاسية عاملا مهما في تحسين الإنتاج وتربية المواشي، إذ لا تظهر قيمة الجهود ولا جودة التغذية ولا امتياز الفصيلة إذا تعرضت الماشية إلى قساوة المناخ ولم تحفظ منها. لهذا يجب على الكساب أن يعطي لبناء الإسطبل أهمية بالغة، ويصمم مبناه على أرض صلبة، ذات انحدار ضئيل، ويجب أن يكون الإسطبل معتدل الحرارة، قليل الرطوبة،تلجه الشمس من كل مكان دون أن يضر بالغنم، ويتجدد فيه الهواء بسرعة وننصح بجعل النوافذ عالية، تفتح من الفوق ليتدحرج الهواء نحو السقف ولا يضر بالحيوانات.
كما ننصح بالتسقيف بالخشب واجتناب القزدير لما يسببه من ارتفاع مفرط من الحرارة خلال الصيف. وكلما كانت الأبواب عديدة وواسعة (متر ونصف عرضا) كان الدخول والخروج سريعا وسهلا.
- نوع مربع يحيط بناؤه بفناء واسع تستريح فيه البهائم.
- نوع مستطيل، مبني من جهة واحدة، يحفظ الفناء من الريح القوية ويحتوي
الإسطبل على جناحين بينهما ممر يسهل العمل والتنظيف ويتخللها جدران قصيرة تفصل بين المجموعات المتجانسة من الغنم، كالخرفان الصغيرة والشياه الحلوب المرضعة والأكباش البالغة. وبجانب الإسطبل يبني الكساب صهريجا لمعالجة الحيوانات وهو عبارة عن ممر. ينحدر عند دخوله ليقضي إلى صهريج من غرق 70 سم تقريبا. وينحدر كذلك عند خروجه إلى الأعلى ويكفي طول أربعة أمتار لإعداد
هذا الحمام الذي يستعمله الكساب لمحاربة الطفيليات وبعض الأمراض أو الوقاية منها.
4. إعداد التجهيزات اللازمة لتربية المواشيإضافة إلى هذا الحمام السالف الذكر، يجهز الإسطبل بأنابيب الماء للشرب والتنظيف،وبالمروحات للتبريد والتهوية إذا كان الكهرباء متوفرا وبجفان متنقلة صالحة للشرب وللعلف سهلة التنظيف والتطهير، كما يستحب تجهيزه بآلة جز الصوف وبالميزان لمراقبة سمانة الغنم وبمكتب تضبط فيه الحسابات والتسجيلات.
5. ضبط معرفة الحيوانات وتسجيل خاصياتهالم تعد تربية المواشي عبارة على طلق الحيوان في المرعى وانتظام إنتاجه، فمساحة المراعي تقل نسبيا بعدد السكان ورؤوس الماشية ولابد من ضبط الأمور ومعالجة التربية معالجة جادة وعملية تضمن الربح الكثير.
لهذا ننصح الكساب أن يجعل حلقة في أذن كل خروف أو كبش أو شاة يحمل رقمه وتسهل مراقبته في أوراق تعريفية شخصية تجمع خاصياته وفصيلته ولأصله، وسنه ووزنه الشهري وإنتاجه السنوي من صوف وخلف وحليب، حتى إذا وصل سن متقدمة أو إذا
ضعف إنتاجه، استطاع الكساب أن يقرر بسهولة عن مصيره وتجديده بقراءة عابرة لورقته الشخصية.
وننصح المربي أن يستعين بالتقنيين في ضبط بعض الحسابات التي تمكنه من معرفة صلاحية ماشيته ومربحها كأن يحسب نسبة الولادة ونسبة التجديد وحركة الماشية أي عدد المبيعات السنوية. كما عليه أن يصمم وقت الجماع ووقت الولادة حتى يتزامن مع موسم الكلأ الكثير ومن الممكن استعمال التلقيح الاصطناعي في وقت حرارة الشاة باستعمال لقاح الأصناف الممتازة المستوردة من الخارج.
ومن المعلوم أن حمل الشاة يدوم خمسة أشهر، والمدة الفاصلة بين الولادتين هي ستة إلى تسعة أشهر حسب الأصناف، وسن البلوغ هي ستة إلى ثمانية أشهر. ومدة الحلب هي أربعة أشهر، على العموم تعطي الشاة خلالها ما بين 50 و 80 لتر من الحليب. أما الأسماء المتداولة في العرف المغربي فنسمي الخروف "أسنان الحليب" إذا كان سنه أقل من سنة، و"اثني" إذا كان سنه من سنة إلى سنة ونصف
وله سنتان، و"رباعي" إذا كان له أربع سنات وعمره بين سنة ونصف وسنتين ونصف... و"جامع" إذا كان كامل الأسنان وعمره فوق أربعة أعوام.
6- الاتصال بالمصالح المختصة :ننصح الكساب بطلب الإرشادات من المختصين. فهناك تقنيون مختصون يشرحون بوضوح حالة الكسب ويعينون المربي عن حسن اختيار الأصناف وضبط التغذية وحساب الماشية ومردوديتها ويسهلون التلقيح الاصطناعي والوقاية من الأمراض والتداوي بالحمام وغيره من الوسائل الناجحة.
7- الأمراض الناتجة عن الطفيليات الداخلية والخارجية :الطفيليات الداخلية :
تعيش هذه الطفيليات باستمرار في المراعي والمستنقعات وعند ابتلاعها من طرف الماشية تتوجه مباشرة حسب نوعيتها إلى المعدة أو الأمعاء أو الرئة أو أجهزة أخرى. وإن مربي الماشية يعرف جيدا ظواهر هذه الأمراض الطفيلية التي تطلق عليها عموما أسماء غش المعدة، غش الأمعاء، غش الرئة والسينتة...
ومن عوارض هذه الأمراض الإسهال وضعف البنية والسعال والنقص في الوزن والوفيات عن الخرفان الصغار.
· مكافحة الطفيليات الداخلية :
لمحاربة هذه الطفيليات توجد أدوية متعددة من بينها
بانكور Panacur .ما يميز بانكور عن باقي الأدوية هو فعاليته الممتازة في حالات غش الأمعاء والرئة وحالات السينتة إضافة إلى سلامة الاستعمال بحيث لا تكون له تأثيرات سلبية على الماشية ولو في حالة تجاوز المقادير المنصوص عليها، إذ يمكن أن نصل إلى مرات عديدة من المقادير دون خطر على الماشية. وأخيرا يباع بانكور في أحجام مناسبة لكل قطيع بحيث يوجد في حجم 0.125 لتر، 0.250 لتر، 0.500
لتر، 1 لتر، 2.5 لتر.
الطفيليات الخارجية :
إن الطفيليات الخارجية توجد بصفة دائمة في المرعى والإسطبل، لهذا لابد من حماية الماشية منها، وذلك بالمعالجة المتقنة من 4 إلى 6 مرات في السنة ابتداء من شهر أبريل.
من أخطر الأمراض الناتجة عن الطفيليات الخارجية نجد بوصفير.
إن مربي الماشية الواعي يعرف جيدا أن هجوم القراديات والجرب والقمل على الماشية يهدد صحتها وينقص من مردوديتها وذلك بانخفاض إنتاج الحليب واللحوم وانعدام الجودة في الجلد والصوف.
· مكافحة الطفيليات الخارجية :
من آخر الابتكارات في ميدان الأدوية البيطرية هناك
بوطوكس Butoxالمادة التي تقضي تمام على الطفيليات الخارجية بواسطة الاستحمام أو الرش. إن بوطوكس، زيادة على فعاليته ضد القراديات والجرب والقمل يضمن سلامة الماشية بحيث لا يشكل أي خطر للتسمم بخلاف العديد من الأدوية الأخرى.
8- أصناف الأغنام :صنف بني كيل وتسمى كذلك بالحمرة أو البركية
* المنطقة الجغرافية : هضاب المغرب الشرقي.
*الامتداد الجغرافي : ملوية، الرحامنة، الأقاليم المنتجة
للحبوب حيث تزدوج
في غالب الأحيان في هذه المناطق صنف ILE DE France لتعطي خرفانا للجزارة ذات لحوم جيدة.
*مميزات صنف بني كيل : جيد وقوي البنية، يملك قابلية جيدة للمواد
السللوزية، لون الرأس اسمر يميل إلى الأحمر دانق، جزة بيضاء (1.4 إلى 1.7 كلغ)، فتيلة قصيرة وضيقة.
* الكبش : قرونه بيضاء مخططة، متوازية، شكلها حلزوني، رأس مكشوف، قصبة الأنف محدودبة وقوية، وزنه يتراوح ما بين 70 إلى 80 كلغ.
* النعجة أو الشاة : بدون قرون، فصبة الأنف محدودبة شيئا ما، وزنها يتراوح ما بين 40 إلى 50 كلغ.
* نمو متوسط القطيع في مرحلة الاختيار :
|
الوزن المتوسط اليومي 10/30 |
الوزن المتوسط اليومي 30/90 |
في المرعى بدون غذاء تكميلي
|
|
|
في المرعى، متكامل بالشاه ورضيعها
|
|
|
صنف السردي* المنطقة الجغرافية : الحوض المتوسط لأم الربيع، الهضبة الجافة لبني مسكين،
الشاوية، السراغنة.
*مميزات صنف السردي : صنف طويل الحجم، يتحمل كثرة المشي، لون الرأس عاري، الجسد والأرجل بيضاء، تتخللها بقع سوداء صغيرة وغير منتظمة تكسو كل من قصبة الأنف، حول العيون، فوق الأذن، جزة بيضاء (تزن ما بين 1.5 إلى 1.9 كلغ)
فتيلة الصوف قصيرة وضيقة.
*الكبش : قرونه بيضاء، قوية مبرقنة بالأسود، شكلها حلزوني في غالب الأحيان
متسعة كثيرا، رأس مكشوف، قصبة الأنف محدودبة شيئا ما وقوية، وزنه يتراوح ما بين 80 إلى 100 كلغ.
* النعجة أو الشاة : بدون قرون، قصبة الأنف مستقيمة،
خصلة الصوف فوق الجبهة، وزنها ما بين 45 إلى 60 كلغ.
* نمو متوسط القطيع في مرحلة الاختيار :
|
الوزن المتوسط اليومي 10/30 |
الوزن المتوسط اليومي 30/90 |
في المرعى بدون غذاء تكميلي
|
|
|
في المرعى، متكامل بالشاه ورضيعها
|
|
|
صنف تيمحضيت*الامتداد الجغرافي : الأطلس المتوسط و
المناطق المنتجة للحبوب حيث يتكيف
جيدا مع الظروف الطبيعية، ويعطي في غالب الأحيان قطيعا يستعمل للتجهيز الاصطناعي.
*مميزات صنف تيمحضيت : رأس أسمر متساوي اللون، جميع أجزاء الجسم بيضاء، جزة
بيضاء تزن 1.8 إلى 2 كلغ، مفتوحة، فتيلة طويلة ومتدلية تجعله يتحمل الشتاء والثلج وبرد المناطق الجبلية.
*الكبش : قصبة الأنف مستقيمة ومحدودبة شيئا ما، القرون بيضاء وحلزونية
الشكل. خصلة الصوف فوق الجبهة وزنه يتراوح ما بين 75 إلى 90 كلغ.
* النعجة أو الشاة : بدون قرون، قصبة الأنف مستقيمة خصلة صوف فوق الجبهة، وزن من 45 إلى 60 كلغ.
* نمو متوسط القطيع في مرحلة الاختيار :
|
الوزن المتوسط اليومي 10/30 |
الوزن المتوسط اليومي 30/90 |
في المرعى بدون غذاء تكميلي
|
|
|
في المرعى، متكامل بالشاه ورضيعها
|
|
|
صنف الدمان* المنطقة الجغرافية : الجنوب والجنوب الشرقي
*مميزات صنف الدمان : الشاة صغيرة الحجم، لا تستحمل كثرة المشي، تستوجب
تربية مستمرة في الإسطبل. يوجد نوعين هامين في هذا الصنف : الدمان الأسود والدمان الأسمر ولهما نفس المميزات.
* مميزاتها : جزة خفيفة، رأس مكشوف وأذنان متدليتان.
* الكبش : راس قوي، بدون قرون، قصبة الأنف محدودبة وقصيرة، الوزن 65 إلى 90 كلغ.
* النعجة أوالشاة : رأس صغير، قصبة الأنف محدودبة، ضرع متسع وقوي، الوزن 40 إلى 55 كلغ.
التجهيز الاصطناعيتعتمد هذه التقنية على ازدواج شياه من صنف حلوب محلي، لا يتأثر بتقلبات الجو مع أغنام منتجة للحوم تنمو بسرعة وتعطي مردودا جيدا.
مثال : تزاوج شاة بني كيل مع كبش إيل دوفرانس يعطي
خرفان تمتاز بنمو يفوق في غالب
الأحيان 300 غ كزيادة في الوزن المتوسط اليومي مع إنتاج جسمي ستراوح ما
بين 48 إلى 49% .
إنتاج هذا التجهيز الاصطناعي يمكنه أن يتحسن بتقنية الطبقتين Technique à double étage.
مثال : شاة الدمان مع إيل دوفرانس : النسل الأول F1 وبعد النسل الأول مع أيل دوفرانس 1.8 إلى 2.5 حمل من 24 إلى 25 كلغ في كل وضع.
التجهيز الاصطناعي المكثف يعطي حتى 3 أحمال في العامين، لكن هذه النتائج لا تنجح إلا في المناطق التي يجد فيها القطيع الغذاء الكافي في جميع فصول العام.