مخلصة الاسلام مشرفة منتدى أسرار الأسرة االمغربية و العربية
الجنسية : مغربية المدينة : افران عدد المساهمات : 1952 تاريخ التسجيل : 11/02/2012 العمر : 36 المزاج : جيد و الحمد لله البلد : : الجنس : الأوسمة : الدعاء : :
| موضوع: أجمل ما تحلت به الفتاة الجمعة 20 يوليو 2012 - 14:09 | |
| قيمة الخلق الحسن، و اتضح أن الخلق الحسن من ألزم صفات الفتاة الصالحة، و ارتباط الأخلاق بالعقيدة والإيمان، وأن حسن الخلق يحقق الاتزان السلوكي للفتاة. وفي هذه الحلقة سنتناول: حسن الخلق يرجح في الميزان، وإن قلّت العبادة..! , وكيف أحسّن أخلاقي؟ وكيفية تثبيت الخلق الحسن.
حسن الخلق يرجح في الميزان، وإن قلّت العبادة..! فلقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم المرء قليل العبادة حسن الأخلاق على المرء كثير العبادة سيء الأخلاق؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله! إن فلانة يذكر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هي في النار" قال: يا رسول الله! فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها أنها تتصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها. قال: "هي في الجنة" –رواه أحمد والحاكم وصححه، وصححه الألباني راجع صحيح الترغيب والترهيب – كيف أحسّن أخلاقي؟ ابنتي..لعل هذا السؤال يتبادر إلى ذهنك الآن، وتتلهفين لمعرفة الإجابة عليه. بدايةً كوني على يقين من إمكانية تغيير الأخلاق إلى الأحسن والأرقى، بل قد تكون مرحلة الشباب خاصة عند الفتيات أقرب لقبول تعديل الأخلاق، وتنميتها من أي مرحلة أخرى، ولذلك فهما بلغ عمق الانحراف وحجمه عند بعض الفتيات؛ فإن ذلك لا يحول دون إمكانية استبداله بالخلق الحسن. ولا تلتفتي إلى أصحاب الهمم الضعيفة الذين يقولون: إن الأخلاق طباع ثابتة، وهيئاتٍ راسخة في النفس لا تتغير حتى يموت الإنسان، واسمعي للإمام الغزالي وهو يرد عليهم، بمنطق عقلي واقعي؛ فيقول ـ رحمه الله - : (لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير؛ لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات. وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ يُنقل البازي من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك والتخلية، والفرس من الجماح إلى السلاسة والانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق).
التكرار وسيلة تثبيت الخلق الحسن: فالتكرار يصنع العادات، والأخلاق تأتي بالتكرار إلى أن يصير الخلق عادة، مع تعهّد النفس ومراقبة السلوك أثناء ذلك، إن أعظم وسيلة تتعاطاها الفتاة لتحسين أخلاقها هي: الممارسة المتكررة، والتعاطي المستمر دون انقطاع، فإن النية الصادقة لا تكفي وحدها لترسيخ الخلق، حتى وإن كان الخلق فطرياً، فإن كلَّ شيء في الكيان الإنساني يتقوَّى بالتربية والتدريب، ويضعف بالإهمال والانقطاع. قال صلى الله عليه وسلم:" إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، من يتحر الخير يُعْطَهُ، ومن يتوقَّ الشرَّ يوقهُ" أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2663)، وضعفه العراقي والسيوطي، وحسنه الألباني. ولابد من الإرادة القوية: الأخلاق ليست شيئاً يكتسب من خلال القراءة والقناعات النظرية، ولكنها تكتسب من خلال المران ومجاهدة النفس على تحويلها إلى عادات يومية، وردود فعل تلقائية أثناء المواقف المختلفة التي تزخر بها الحياة. ولذلك تحتاج إلى الإرادة الصادقة الدافعة للعمل بموجبها إذ لا بد للسلوك الخلقي من الإرادة الباعثة، والرغبة الأكيدة، والعاطفة الدافعة نحو العمل والتطبيق والاستمرار. (كريم الشاذلي:امرأة من طراز خاص، ص:132 بتصرف). ولديك ثلاثة مفاتيح لتحسني من أخلاقك: - النظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: اقرئي في كتب السيرة النبوية، وسير وتراجم الصالحين القدامى والمعاصرين، واحفظي الأحاديث التي تحث على مكارم الأخلاق، واستحضري في كل موقف يقابلك الأسلوب الخلقي الذي تعامل به النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الموقف. - صديقة مخلصة تنصحك: افتحي الباب لصديقتك الوفية كي تنقدك بإنصاف وموضوعية، واستمعي بتأمل لما تقوله، فصديقتك المخلصة هي مرآتك التي تعكس لك صورتك الحقيقية بلا تزوير أو تحسين. - حاسد يلتمس زلاتك: أحسن معروف يقدمه لنا الحاسدون أنهم يسلطون عدساتهم المكبرة على عيوبنا ويتحدثون بها، فالتماس زلاتك وتلقف أخطائك هو شغل حاسدك الشاغل؛ فتلمسي أنتِ من كلامه ما تعرفين أنه حقاً عيبٌ فيكِ، وتخلصي منه فوراً، فالتخلص من العيوب والتوقف عن الأخطاء هو جوهر تحسين الخلق.
وأخيراً...زهرتي إنّ إدراكك بأن حسن الخلق غاية منشودة لكل فتاة، وشعورك بأهمية الأخلاق الحسنة كمكون أساس لشخصيتك السوية، وضرورة لاستقرار حياتك القادمة وقيامك بأدوارك المستقبلية كزوجة وأم صالحة، محتسبةً للأجر والثواب عند الله تعالى في الآخرة. كل ذلك سيجعل لديك الإصرار لأن تجاهدي نفسك، وتأخذيها بالتأديب والتهذيب كي تحوزي أجمل ما تحلت به الفتاة. الخلق الحسن.
| |
|