كانت هناك مهمتان أمام الزوجة الخائنة... الأولى أن تضع المخدر لزوجها في عشائه ثم تنتظره حتى يغيب عن الوعي... الثانية أن تخرج إلى الشارع تنادي على عشيقها ليتولى هو مهمة قتل الزوج المخدوع.
تبادل الاثنان الأدوار:
أسرع هو إلى شقة الزوجية وظلت عبير في الشارع تنتظر أن ينهي عشيقها المهمة ويحمل جثة الزوج ويتخلص منها... لكن النهاية يتركها دائما الشيطان لضحاياه بعد أن يوسوس لهم... غاب العشيق وأحست عبير بالخوف.. عادت إلى البيت فوجدت عشيقها حسام جالسا يدخن سيجارته، بعد أن قتل الزوج فوق فراشه... تبادل الاثنان ممارسة الرذيلة وعندما استسلمت الزوجة للنوم فر الشيطان هاربا.
الجريمة البشعة شهدها حي السلام.. فماذا حدث هناك؟!
'عبير'.. شابة جميلة.. في الثانية والعشرين من عمرها.. نشأت في أسرة متوسطة الحال.. مكونة من أب يعمل موظفا بإحدى الشركات وأم ربة منزل وأخواتها الصغار.. أنهت دراستها الإعدادية، وكانت تحلم بالالتحاق بمعهد الكمبيوتر حيث كانت تعشق هذا المجال وشاركت كثيرا في الأنشطة المدرسية الخاصة بالكمبيوتر.. كبرت الفتاة الصغيرة وكبر معها حلمها حتى أنهت المرحلة الثانوية، وأصبح الحلم قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه حان وقت تقديم الأوراق إلى التنسيق.. اختارت 'عبير' معهد الكمبيوتر كأول رغبة لها.. لم تصدق نفسها عندما تحقق الحلم أخيرا وقبلها المعهد بعد اجتيازها الاختبارات الخاصة.. وبدأ العام الدراسي وبدأت معاناة الفتاة البسيطة.. عندما اقتربت من الطلبة الذين كان أغلبهم من مستويات اجتماعية مرتفعة.. شعرت بأنها تستحق حياة أفضل من التي تعيشها وأنها أفضل من أصدقائها الأغنياء، الذين يعيشون حياة مترفة وخالية من المشاكل.. خلال هذه الفترة تعرفت على 'حسام' جارها بنفس الشارع توطدت بينهما علاقة حب استمرت شهورا عديدة حتى تحول الأمر إلى مقابلات في شقته.. انغمست 'عبير' في الحرام حتى أنه أصبح لا يمر أسبوع دون أن تلتقي مع عشيقها الذي سلمته نفسها بسهولة بعد أن وضعت ثقتها به ووهبته نفسها في علاقة غير شرعية.. ووعدها بأن يتقدم لخطبتها عندما يتيسر حاله.. لم تمر سوي أسابيع قليلة حتى طلب منها أن تحدد ميعاد مع أهلها ليتقدم لخطبتها.. أسرعت إلى منزلها تخبر والديها بأن حسام سيأتي ليخطبها لكنها فوجئت برفض والديها لأنه يعمل ميكانيكي سيارات ولا يناسبها، انهارت الفتاة وانخرطت في البكاء لكن لم تشفع لها دموعها وتوسلاتها بعد إصرار أسرتها.. هددتهم بأنها سوف تقتل نفسها إذا لم يوافقوا.. وأصيب والدها أثر موقفها بمرض في القلب تراجعت الفتاة عن رأيها خوفا على والدها، الذي رقد في فراشه لمدة طويلة وساءت حالته يوما بعد آخر في الوقت الذي استمرت مقابلاتها لحبيبها، لكن في السر ودون أن يعلم أحد.. أخبرته بأن ينتظر حتى يتحسن حال والدها ثم تعاود المحاولة مرة أخري.. لكن القدر لم يمهلها هذه الفرصة، أخبرها والدها بأن هناك شابا تقدم لطلب يدها ووافق عليه.. وافقت 'عبير' على الزواج من 'خالد' بعدما وعدت حبيبها بأن هذا الزواج لن يستمر طويلا حيث أنها تحبه ولن ترضي بغيره زوجا لها.. تم الزواج في جو عائلي شارك فيه الأهل والأصدقاء.. في البداية لم تظهر 'عبير' رفضها لزوجها لأنها وجدته يعاملها برقة وحب حتى أنها بدأت تشعر بالذنب لإخفائها عنه علاقتها بحسام التي توقفت بعد زواجها، لكن الشيطان لم يتوق.
سعى الزوج المخدوع إلي إسعاد زوجته وتوفير حياة رغدة وكريمة لكنه انتابه شعور بالخوف من شيء غامض لا يعرفه حاول أن يبرر لنفسه هذا الشعور دون جدوى.
الشك:
مرت خمسة أشهر على زواجهما ولم يتغير حالها وبدأ يشك أن زوجته تحب شخصا آخر فواجهها لكنها صرخت في وجهه وافتعلت شجارا معه ثم ذهبت إلى منزل أسرتها ومع عودتها عادت ريما لعادتها القديمة، استمرت مقابلاتها مع عشيقها القديم وفي أحد الأيام قرر الزوج أن يذهب لمنزل زوجته حتى يصالحها بعد أن طال غيابها، لكنه فوجئ بها تطلب منه الطلاق.. سألها عن السبب لكنها لم تجبه.. كاد الشك يفتك بعقل الزوج المسكين الذي حاول تكرار محاولة الصلح بينه وبين زوجته، وطلب من أبيها وأمها أن يتدخلا في الأمر.. لكن كل محاولاته باءت بالفشل وفي إحدى المقابلات الساخنة بين الزوجة وعشيقها أخبرها بأنه لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة خاصة أنه لا يستطيع أن يتحمل بعده عنها، لكنها أجابته بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئا خاصة أن زوجها يحبها ولا يريد التخلي عنها.. مرت عدة أيام اضطرت 'عبير' إلى العودة لمنزل زوجها مرة ثانية بعد إلحاح والديها وضغطهما عليها.. لم يتغير حال الزوجة وكاد الشك يفتك بعقل 'خالد' حتى أنه بدأ يتجسس على المكالمات التليفونية التي تأتي لزوجته دون أن تدري لكنها في إحدى المرات أثناء حديثها مع أمها لاحظت وجود أحد على الخط واكتشفت أن زوجها يتنصت على المكالمة.. ثارت الزوجة وغضبت كثيرا.. صارحها زوجها بأنه لم يعد يثق فيها وأنه سيفضح أمرها إذا لم تقل له الحقيقة.. شعرت 'عبير' بالخوف وبأن أمرها سيفضح.. طلبت من 'حسام' أن يقابلها وأخبرته بالأمر.. قالت له: 'لابد من التخلص من زوجها بأقصى سرعة'، وافقها 'حسام' على الفور ووجدها فرصة ليتخلص من الرجل الذي يشاركه حبيبته، طلب منها أن تضع له مخدرا في الطعام بعدها تقابله في الشارع المجاور وتعطيه مفتاح الشقة ثم يتولي هو مهمة القضاء عليه للأبد.
خطة شيطانية:
عاد الزوج من عمله ليجد زوجته قد أعدت له الطعام وبدأت تسأله عن أحوال العمل على غير عادتها.. شعر الزوج بأن شيئا غامضا يحدث.. فهو لم يعتد اهتمام زوجته لكنه ظن أنها قد عادت إلي صوابها وغيرت من معاملتها السيئة له.. تبادلا أطراف الحديث ثم ظهر مفعول المخدر الذي وضعته له في الطعام.. شعر برأسه يدور وبرغبته الشديدة في النوم.. اتجه إلى فراشه وبعد لحظات كان قد غاب عن الوعي تماما.. تأكدت 'عبير' من أن زوجها غارقا في النوم فأسرعت إلي حبيبها الذي كان ينتظرها في الشارع المجاور.. أعطته مفتاح الشقة.. اتجه المتهم إلي منزل حبيبته وارتكب جريمته دون أي شفقة.. قتل العقبة الوحيدة التي كانت تقف حائلا بينه وبين 'عبير'.. قام بلف الزوج في 'بطانية' حتى يتخلص من الجثة لكنه شعر بالخوف من أن يراه أحد السكان.. انتظر حتى منتصف الليل.. عادت الزوجة للمنزل لتجد جثة زوجها ماتزال أمامها وعندما سألت 'خالد' عن سبب عدم تخلصه من الجثة أخبرها بأنه يخاف من أن يراه أحد لذلك سينتظر حتى الساعة الثالثة صباحا ثم يتخلص من الجثة.. خلال هذا الوقت تبادل العشيقان الأحضان والقبلات وقاما بممارسة الرذيلة في وجود الزوج المقتول دون خوف أو حياء بعدها غرقت الزوجة في النوم دون أن تدري، وانتهز 'خالد' الفرصة وغادر المنزل تاركا الجثة ثم اختفي تماما.. وعندما استيقظت الزوجة فوجئت باختفاء عشيقها وأن الجثة ماتزال فوق الفراش، أسرعت إلى قسم شرطة السلام تبلغ عن مقتل زوجها.. قالت أنها عادت إلى المنزل لتجد زوجها غارقا في دمائه.
تلقت مصالح الأمن البلاغ وقامت الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بالأمر بتكوين فريق بحث لكشف غموض الحادث.. تحرك على الفور رجال المباحث ليبدؤوا رحلة البحث عن قاتل الزوج المسكين.
وبعد معاينة مكان الحادث اتجهت الشكوك للزوجة وأتت معلومات بأنها كانت على علاقة بشاب اسمه خالد حيث تقدم لخطبتها قبل زواجها وأن هذه العلاقة استمرت بعد الزواج.. بعد مواجهة الزوجة بهذه المعلومات اعترفت على الفور بعلاقتها بالمتهم وأنها قامت بمساعدته في قتل زوجها.
نصب رجال المباحث عدة أكمنة ثابتة ومتحركة لإلقاء القبض على المتهم، ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى ألقي القبض على المتهم الذي اعترف بجريمته.. أمرت النيابة بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.