تظهر البحوث أن قسم كبير منا يعيش في زواج “نص نص”. ولكن هل يمكن أن يكون الحل في كتاب جديد؟ تكتشف مارينا غاسك كيفية معالجة فتور المشاعر.
كيف يمكن أن تصفي زواجك؟ حين شعرت المؤلفة باميلا هاغ بالإحباط من زواجها، سألت أصدقاءها المقربين هذا السؤال. وكانت الإجابة الغالبة هي أن زواجهم هو “نص نص”.
وتوصلت باميلا الى نتائج دفعتها إلى تأليف كتاب Marriage Confidential- حول ما سمته “الزواج شبه السعيد”.
وكما يشير الاسم، فإن حالات الزواج هذه ليست سيئة بما يكفي للخروج منها، ولكنها أيضا ليست جيدة بما يكفي لتحقيق الشعور بالسعادة. ويجد ملايين الأزواج أنفسهم محاصرين في مثل هذا الزواج، نتيجة للعيش في حقبة “ما بعد الرومانسية”، كما تعتقد هاغ.
وتضيف: “إنه مزيج من وجهة نظر رومانسية ووجهة نظر عملية، مستوحاة من التغيرات الهائلة في العمل، والعادات الجنسية، والتكنولوجيا، والديموغرافيا، وإنجاب الأطفال، على مر الخمسين عاما الماضية. بعبارة أخرى، نشعر أن لنا الحق بأن نحب، إلا أن النزعة العملية للماضي وشعار آبائنا وأمهاتنا الزوجي المتمثل بالتحمل والحفاظ على الزواج يتسرب ببطء إلى عقولنا، وهذا ما يفسر انخفاض معدلات الطلاق بنسبة أربعة في المائة سنويا.”
السر لإنعاش علاقتكما ثانية هو تحديد نوع العلاقة التي تعيشانها بالضبط. وقد حددت هاغ بعض أنواع العلاقات الزوجية الناشئة، ومعرفة نوع علاقتكما قد تحولها من عادية إلى مثيرة.
الزواج شبه السعيد
هو زواج ليس سيئا بما فيه الكفاية للتخلي عنه وليس جيدا بما فيه الكفاية بحيث يلبي احتياجاتكما، وهؤلاء الأزواج يعيشون في منطقة رمادية مزعجة بين التعاسة والاكتفاء، كما تقول هاغ. “في معظم الأحيان، ينسجم الزوجان معا بشكل جيد بما فيه الكفاية، ويكوّنان عائلات جيدة، إلا أن العناصر الأساسية في الزواج مفقودة أو في حالة سبات، ويتنبأ الباحثون أن ما بين 55% إلى 65% من حالات الطلاق تنشأ من زواج “ليس فيه الكثير من النزاعات”، الزواج المستقر ولكن ليس السعيد جدا.
وتروي إيما، 39 عام، عن زواجها شبه السعيد. فتقول: “لقد أحببت روب، ولكن بعد 14 عاما من البقاء معا، شعرت بالوحدة في زواجي. كلانا يلبي المتطلبات العملية بشكل جيد بما فيه الكفاية- العمل والعائلة والأعمال المنزلية- ولكني لم أعد أشعر بأني قريبة منه كما كنت في السابق.”
وتعترف إيما أنها توقفت هي وزوجها في النهاية عن التحدث عن علاقتهما وقاما بدلا من ذلك باللجوء إلى الثرثرة عن الأزواج الآخرين. وتقول: “في النهاية، أصبح من الواضح بالنسبة لي أننا نصرف الانتباه عن عدم تواصلنا مع بعضنا البعض.”
كيف تكونين أكثر سعادة:
وضح مستشارة العلاقات دينيس نولز أن “التحدث عن الأمور التي تهمك وملاحظة التغيرات الصغيرة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التواصل بينكما. ومن السهل الافتراض أن الشخص الذي قضيت فترة طويلة في التعرف إليه عن كثب ووقعت في حبه لا يزال نفس الشخص، في حين أن ما نحبه ونكرهه وما نتوقعه قد يكون تغير تماما.”
الزوجة المجدة في العمل
تقول هاغ: “بالنسبة للزوجة التي تعمل بجد، فإن حلم الحصول على كل شيء يصبح كابوسا”، وتوضح “وفي حين يسعى الزوج لتحقيق حلمه بأن يصبح مؤلفا أو فنانا مثلا، تعمل الزوجة المجدة في وظيفة مرهقة للحفاظ على تماسك الأسرة.
وفي هذا النوع من الزواج، فإن الحياة المهنية للزوج وسعيه وراء حلمه له الأولوية –ضمنا أو علنا- وهذا يمنحه الحق بتجاهل مسؤولياته في الزواج.
وقبل بضع سنوات، وجدت أبيغيل، التي تبلغ الآن 35 عام، نفسها تلعب دور الزوجة المجدة، رغما عنها.” وهي تقول: “كان زوجي دوغ يسهر لوقت متأخر لتلبية عمله وطموحه، وكنت أنا التي أقوم بالأعمال المنزلية والعناية بالطفلين، وبعد العمل طوال النهار، كنت أشعر بالتوتر والإرهاق دائما، ولكن لم يكن هناك مجال لمشاعري، كما يبدو”.
وتضيف: “في بداية العلاقة، قد يكون من المثير دعم الشريك في كل شيء يفعله، ولكن بعد فترة يصبح الأمر مرهقا للغاية، خاصة إذا شعر المرء أنه لا يحصل على شيء في المقابل، وأن عليه أن يؤجل طموحاته وأحلامه.”
كيف تكونين أكثر سعادة:
تقول المستشارة النفسية ليلى كولينز أن أفضل طريقة لطرح الموضوع هي عن طريق التوضيح أنك تودين قضاء وقت رومانسي معه، ولكنك متعبة جدا بحيث لا تستطيعين تركيز الكثير من طاقتك على علاقتكما. فإدخال عنصر إيجابي في المناقشة هو أفضل طريقة لحل الوضع بدلا من البدء بشجار. وتضيف نولز: “قد يضطر الشريك الذي يسعى لتحقيق حلمه إلى التخلي عن بعضه من أجل تقوية علاقتكما. فالأمر يتعلق بالأخذ والعطاء.”
الأطفال الملوكيون
تحدث الكثير من الأمور المهمة في الزواج بعد إنجاب الأطفال، وبالطبع، يكون لسعادة الأطفال الأهمية القصوى، ولكن أحيانا يتم نسيان حقيقة أن الزواج مهم أيضا.
وترى هاغ أنه “حين يصبح الأطفال محور الزواج، لا يكون هناك وقت للرومانسية.” ولكن المثير للصدمة هو أن 34.7% من الأزواج يقولون أنهم لا يقضون إلا “نادرا” أو “لا يقضون على الإطلاق” وقت ترفيهي مع بعضهم البعض دون أطفالهم، وهذا ما يجعل العلاقة أكثر عرضة للإهمال”.
تقول أماندا، 40 عام: “نفعل كل شيء مع ابنتينا. ونادرا ما نقضي أي وقت بعيدا عنهما، ولا حتى سهرة في الخارج، ناهيك عن قضاء إجازة نهاية الأسبوع معا.”
كيف تكونين أكثر سعادة.
تقترح كولينز أن يمارس الزوجان هواية معا أو يفعلان شيءاً يذكرهما بأيامهما قبل الإنجاب.
وغالبا ما يكون من الصعب الاعتراف أن الأمومة والأبوة أثرت على علاقتكما. فالآباء والأمهات لا يريدون ربط أطفالهم مع أي شيء سلبي. ولكن، كما تقول نولز، “كونا شجاعين بما فيه الكفاية للتعبير عن ذلك- فهذا سيساعدكما في إيجاد حل.”
الأزواج المتمردين
الأزواج المتمردون يغيرون قواعد الزواج “التقليدي”. وقد يبدون عاديين ظاهريا، ولكنهما عكس ذلك في الحقيقة. وقد يأخذان “إجازات” من الزواج حيث يضغطان على زر توقف الزواج، ويأخذان راحة منه لبعض الوقت. أو قد يقرران العيش معا ولكن منفصلين، والخيارات بالنسبة لهؤلاء الأزواج غير محدودة.
كاري أم لأربعة أطفال وتعمل في وظيفة مرهقة عالية الأجر في مجال نشر الكتب. وتعيش مع مارك في منزل جميل في سوري منذ ثماني سنوات. ويعيش طفلي مارك من زوجته السابقة معهما بعض الوقت- ولكنهما يبقيان علاقتهما مرنة. وتقول كاري: “نعطي بعضنا البعض الحرية لاستكشاف علاقات أخرى، ولكننا دائما نعود إلى بعضنا البعض. لا أعتقد أننا افترقنا أبدا، ولكننا وجدنا طريقة لإنجاح الزواج.”
كيف تكونين أكثر سعادة؟
إذا لم يعد الأمر ناجحا بالنسبة لأحد الشريكين، عليهما أن يسألا نفسيهما “كيف تغيرت الامور بحيث لم تعد ناجحة؟” كما تشرح تولز. ولكنها تضيف: “فقط لأن الزواج غير تقليدي لا يعني بالضرورة أنه يجب أن يتغير. في الواقع، تعيش هذه العلاقات فقط لأنها أقل تقليدية.”