في صدر زواجهما وتحت سقف بيتهما، تذكر صورا جريئة صورتها له وصايا أمه وأخواته تذكر صورا رسمها له الأصحاب تذكر
( حاول أن تتنقص شكلها ومظهرها حتى لا تغتر )( احذر أن تساعدها في البيت فتسقط هيبتك )( كن غامضا ولا تطلعها على دخولك وخروجك )
( اعلم أن النساء همهن أنفسهن..والزوج يأتي في ذيل القائمة )
وتذكرت هي وصايا أمها وأخواتها :
( بددي ماله حتى يعض التراب ولا يفكر بغيرك)
( أبعديه عن أهله وأصدقائه حتى لا يوقعوا بينكم )
( لا تتعبي نفسك في خدمته حتى لا يستغلك )
( اجعليه يعتاد خدمتك وخدمة أهلك )
هكذا ان أخذ علم من أفواه الأصاحيب والخلان ، ومن وصايا الأهل والعشيرة ، ومن والهابطين.
وهذا ما يجنيه من يثق بالثقافة الشعبية الطافحة بالمفاهيم المغلوطة ، والحقائق المشوهة ،
والمعلومات المنحرفة!
وهذا ما يلقاه من يعرض عن حكمة الصالحين العارفين الحاذقين.. مستبدلا الحقير بالشريف والوضيع بالرفيع!
فيشيد مصيره على قواعد هشة ، وينصب مستقبله على أمواج هائجة ،
فلا يجد نفسه إلا هباءة تذروها رياح الهم والتشرد.
يدفع أكثر الناس فلذات أكبادهم إلى الهاوية ، ويغرسون في عقولهم قواعد حربية ثائرة ، ويدحرجونهم في مجاهل مظلمة ، مخالفين طبائع الأشياء ، وفطرة الله ، وهكذا يصنع الجهل.
إن أتيتما أيها الزوجان بيت تحملان هذه الخلفيات المزورة ،
فاعلما أنكما انتقلتما من رمضاء محرقة إلى نار حاطمة ،
أفنت العزوبة شرخ صحتكما وميعة حياتكما ،
و سكبت على رأسكما صباح مساء مثيرات لا قبل للشيخ الهِم بها ، ثم تنشغلان عن الاستمتاع والسعادة والهناء...
بمعركة وهمية ، واقتتال خيالي ، وعداوة صناعية!
فاستأصلا أوهامكما ..وانبذاها من أقرب نافذة بجواركما.
فلا ثأر بين الرجل والمرأة ، ولم يخلق أحدهما ليقتص من الآخر ويشفي غليله ويلتقط كرامته وكرامة أمته..!
والفضل بين الرجل والمرأة ظاهر ، فالرجل ترممه المرأة والمرأة يرممها الرجل ، فهما لبعضهما لباس وأنس وسكن..
لن تجد أيها الرجل وإن نقبتْ الأرض والفضاء إلا امرأة مختلفة عنك ببنيتها وطبيعتها واهتماماتها
وأنتِ كذلك أيتها المرأة..
لكن أكثر الخلق لا يفقهون أن هذا الاختلاف بينكما هو سبب تكاملكما وسعادتكما ونعيمكما..
أعلم أن الأسباب عديدة ،وأن التنغيص بين الزوجين تؤزه قنوات أخرى ، لكن صناعة الأوهام وتأجير العقول وتأثير الثقافة المغلوطة سبب يحق لنا أن نلتفت إليه ونعمل على تطبيبه حتى تبرد بيوت المؤمنين
: