قالت وهي تبكي : عندي مشكلة ! هي الحيض
قلت : طبيعي ،إن الآلام المصاحبة للطمث يمر بها الكثير من النساء ،ويمكن تخفيفها عن طريق ممارسة الرياضة او غحتساء بعض السوائل الساخنة او حتى بتناول بعض العقاقير التي تسكن الألم.
قالت : مشكلتي ليست هذه ،مشكلتي غضب زوجي وتأنيبه لي بعبارات قاسية وكلمات حادة وتبرمه مني وغضبه على عندما أخبره أني حائض ،وكأني أن التي أتيتت بها أو عندي القدرة على دفعها !! سبحان الله ،هذا امر لا يد لي فيه !!
قلت :إن هذه الصورة المازومة والقاسية للتعامل مع الزوجة اثناء حيضها تدل على جهل الكثير من الأزواج بالفنون العاطفية والجنسية أثناء فترة الحيض،وعدم معرفتهم بفنون ومهارات الاستمتاع بين الزوجين في هذه الفترة التي في الغاالب تتكرر كل شهر ستة أيام وربما أكثر ،وبالتالي فإنهم يحرمون أنفسهم من التقارب العاطفي والجنسي لفترة قد تطول عندي بعض النساء الى ثلث أيام الشهر.ومن فضل الله علينا ان الإسلام توسط في التعامل مع الحائض بين اليهود الذين يعتزلون الزوجة حال طمثها وبين النصارى الذين يواقعون الحائض .أما الإسلام فقد بين تعالى في كتابه كيفية التعامل مع الزوجة أثناء حيضها فقال الله تعالى : ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)البقرة(222)،وبين الرسول صلى الله عليه وسلم معنى الاعتزال وأنه مجرد اعتزال إيلاج دون سائر وسائل وأساليب والاستمتاع الأخرى وهي كثيرة ،فقال صلى الله عليه وسلم (أصنعوا كل شيء إلا النكاح) والنكاح هنا بمعنى الايلاج في الفرج فيجوز للزوجين أن يستمتعا ببقية جسديهما الإ الايلاج في الدبر و الفرج.ومن هنا يمكن أن يزيد الزوجان درجة الاستمتاع والانس ببعضهما أثناء هذه الفترة الحرجة التي تمر بها عادة المرأة كل شهر بمراعاة عدة أمور:
1/ إن فترة الحيض فرصة للتغيير (الإجباري) في طريقة الاستمتاع وكسر للطريقة التقليدية التي اعتادها الزوجان في أيام الطهر ،فيمكن للزوجين ان يبتكرا من طرق الاحتكاك الجسدي في كل أجزاء الجسد سوى الفرج ، وبالتالي يمنحا انفسهما فرصة التشويق والتجديد ولو لمدة محددة.
2/إن الارتياح النفسي للزوجة مهم جداً في نجاح الاستمتاع الجنسي أثناء فترة الحيض بشكل خاص ،ولذلك لابد للزوج من القيام بدور رئيسي في تهيئة الزوجة نفسياً وعاطفياً لتتغلب على بعض الأعراض المصاحبة للدورة.وليخفف عنها بعض ما تعانيه من آلام نفسية وأوجاع بدنية.
3/ إن فترة الحيض يمكن ان تكون فترة توقف عن الممارسة للتشويق للمعاودة بصورة أكثر إمتاعاً وأكثر حماساً ، ولكن بشرط أن يستمر الزوجان في تقاربهما العاطفي بجميع أشكاله ووسائله كالاحتضان والقبلات والرسائل الكلامية التي فيها زيادة للتشويق بالاقتراب والمواقعة.
4/لقد أثبتت الاستفتاءات أن التوقف عن الايلاج في فترة الحيض واستبداله بوسائل وأساليب الاحتكاك الأخرى يجعل الجماع بعد الطهر أكثر متعتة وحيوية .لهذا لابد من الامتناع أحياناً لمزيد من الاشتياق!!
4/أصنعوا كل شيء إلا النكاح ..إنها أشارة صريحة ودعوة لطيفة لاستمرار الأنس بين الزوجين وعدم فتور العلاقة بينهما فضلاً عن تأزمها بالعبارات القاسية والكلمات المحبطة . قال مجاهد : لا بأس ان تؤتى الحائض بين فخذيها او في سرتها .وهذا التفسير من مجاهد إنما هو لفتح الآفاق لصور أخرى ممتعة.
5/ من المتعارف عليه أن أقل فترات المرأة إقبالا على الجنس هي فترة الطمث نظراً للتغييرات التي تطرأ عليها نفسياً وفسيولوجياً ،ولهذا فإن على المرأة أن تجاهد نفسها في الإقبال على زوجها للاستمتاع بها بقدر الإمكان،والوصية موصولة للزوج أن يراعي حال زوجته وان يجتهد في التخفيف عنها.