توضيح دعوة الاسلام
توضيح وتبسيط دعوة الاسلام لعموم الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي اله وصحبه أجمعين.
وبعد...
إن المرء إذا كان طيب الأخلاق لا يعتدي علي أحدا, لايسرق ولا يخون أحدا, وفيه من الصفات الحميدة مثل الكرم والجود والشجاعة ونصرة المظلوم ورقة القلب والجديّة ومن الحكمة الشيء الكثير.
فإن هذا الشخص وبهذه الصفات الجميلة قد يكون مؤمنا وقد يكون كافرا.
بمعني أنه ليس كل من توجد فيه هذه الصفات الجميلة لابد أن يكون مسلما, بل قد يكون مسلما إذا أتى ببقية شروط الإسلام وقد يكون كافرا إذا لم يأتي ببقية الشروط.
لأن كلمة لا إله إلا الله هذه الكلمة العظيمة لا تنفع قائلها إلا إذا أتى بركنين ألا وهما:
أولا: النفي
ثانيا: الإثبات
فإذا ءامن العبد بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار الذي بيده ملكوت كل شيء وأنه علي كل شيء قدير وأنه هو الذي يقول للشيء كن فيكون وأنه يستحق أن نصلي له ونشكره ونعبده بأنواع العبادات.
فاذا ءامن العبد بهذا كله فلا يكون مؤمنا حتي يؤمن بالركن الثاني وهو النفي لأن هذا الركن المذكور سابقا هو الإثبات فإذا أثبت لله هذه الصفات السابقة فلا بد لكي يكون مؤمنا أن ينفي عن غيره هذه الصفات.
فإذا كان الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو الرازق فكل شيء سواه مخلوق ومرزوق.
وإذا كان الله سبحانه وتعالي هوالنافع الضار الذي بيده ملكوت كل شيء وهوعلي كل شيء قدير وهو الذي يقول للشيء كن فيكون فغير الله لا يضر ولا ينفع ولا يقدر علي شيء ولا يقول للشيء كن فيكون.
واذا كان الله سبحانه وتعالي هو الذي يستحق أن نصلي له ونسجد ونركع له ونعبده بأنواع العبادات فإن غير الله لا يستحق شيء من هذا كله.
و إذا كان الله يستحق أن يحكمنا و يحلل لنا و يحرم علينا و يأمرنا و ينهانا و يفرض علينا و يجيز لنا ما يريده فغير الله سواء كان بشرا أو قبرا أو صنما أو برلمانا أو مجلسا أوهيئة أو رئيسا أوملكا أوعالما أو راهبا لا يستحق أن يحكمنا ولا يستحق أن يأمرنا أو أن ينهانا أو يحلل لنا أو يحرم علينا أو يفرض علينا أو يشّرع لنا التشريعات أو يسنّ لنا القوانيين أو يصنع لنا دستورا لأن دستورنا نحن المسلمون هو القرءان.
قال تعالي:
"إنّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا"
وقال تعالي:
"فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
فالدستور طاغوت و الديمقراطية طاغوت والعلمانية طاغوت و لكي يكون العبد مؤمنا بالله وهذا ركن الإثبات فلابد أن يكفر بالطاغوت وهو ركن النفي والنفي قدّمه الله على الإثبات.
فلا إله تعني لا معبود و لا مطاع و لا مقدّس إلا الله سوءا كان هذا المطاع أو المقدس قانونا أو بشرا أو مذهبا فلا بد أن تكفر به وبمن ينتهجه ويتّبعه ويعمل ويتفانى من أجل نصرته.
فالمذاهب الكفرية المعاصرة الموجودة اليوم كالديمقراطية و العلمانية و القومية و الإشتراكية و الليبرالية هي بمثابة الاصنام التي كان يعبدها مشركوا قريش مثل اللات والعزى ومناة وهبل, وهي أيضا بمثابة النجوم والكواكب والالهة التي كان يعبدها قوم إبراهيم عليه السلام, وهي أيضا بمثابة الأضرحة والقبور التي كان يعكف عليها الناس زمن بن تيمية وبن عبد الوهاب. كانو يصلون الجمعة والجماعة و يصومون و يحجون و فيهم مثل غيرهم من الأمم من الأخلاق الشيء الكثير ولكنهم كانو يذهبون إلى الأضرحة ويطلبون منها الرّزق و الولد و الشفاء و يذبحون لها النسك و يقربون لها القرابين.
فيا أيها الانسان لكي تكون مسلما ولكي تكون من اهل لا إله إلا الله ولكي تكون من أهل الجنّة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولكي لا تكون من أهل الكفر ومن أهل النار ولكي لا تكون ممن غضب الله عليهم وسخط عليهم وفي العذاب هم خالدون مخلدون لابد أن تكون مسلما لله وحده أي مستسلما له سبحانه لأن الإسلام هو الإستسلام التام والخضوع له وأن تكون ذليلا له محبا له ولكل ما فرض الله و أن تكون محبا للصلاة محبا للحجاب ومحبا للقرءان ومحبا للمؤمنين وأن تكون مبغضا للشيطان ولأتباع الشيطان من الإنس والجن مبغضا لأولئك الذين ينشرون الرذيلة والفاحشة والعري والأفلام والمسلسلات في وسائل إعلامهم المقروءة والمسموعة والمرئية وأن تصدّهم على قدر إستطاعتك لا أن تتعاون معهم وتستقبل سمومهم في بيتك علي الشاشة لأن اولئك لا يحترمون المقدسات ولا يستحيون من الله ولا من الملائكة ولا من عباد الله, لا يحترمون العقول ولا يعترفون بالقلوب لا بد أن تبغض التبرج والمتبرجات, واذا كنت يامن تقرئين هذه الكلمات متبرجة فلا ينبغي أن تغضبي لنفسك وتنتصري لهواك فهذا الذي تقرئينه الذي أمر به هو الله الذي خلقك أما نحن العبيد فليس لنا من الأمر شيء فإذا أمرنا ربنا ببغض أي أحد فنقول سمعنا وأطعنا ولو كان أبانا أو أمّنا, فإبراهيم الخليل عليه السلام أمره ربه سبحانه أن يذبح ولده فلبّى أمر الله سبحانه وتعالى ولابد أن تبغض الموسيقي والأغاني والمغنيين وكل شيء حرمه الله لابد ان تبغضه وكل شيء أمر به لا بد أن تحبه.
و احذر أن تكره شيئا من أوامر الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:
"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ"
نسأل الله تعالي ان يمسّكنا بالإسلام حتى نلقاه وهو راض عنا.