السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لغه الحب بينك وبين طفلك
الطفل يعرف أن أمه تحبه..
ويعرف أيضا أن أباه يهتم به ولكن كيف يعرف ذلك؟
لا يكفي ان نعتمد على الاحساس، كما يقول الخبراء
وكما تؤكد الدراسات الحديثة، فلغة الحب بين الاهل وبين صغارهم هي لغة خاصة تتطلب احيانا ادوات كثيرة ليس اهمها الكلام كما قد نظن
يقدم لك الخبراء 9 تعليمات تساعدك على اكتشاف لغة الحب بينك وبين صغيرك وتسهل لك ممارستها كي تسعدا معا وكي يتربى طفلك او طفلتك على الود والمحبة بشكل سليم لا يجعل منه طفلا مدلالا او انانيا.
والمعادلة الجديدة في لغة الحب هذه هي ان يشعر اطفالنا بمحبتنا الكبيرة والعميقة وفي الوقت ذاته يشعرون بكيانهم وتتعزز ثقتهم بأنفسهم.
ـ اقبلي طفلك كما هو
في كثير من الاحيان لا يقبل الاهل فكرة اخفاق اطفالهم ويشعرون بخيبة الامل حيال ذلك، فيلجأون لانتقادهم ونهرهم عندما يخفقون في تجربة ما، مما يدفع الطفل للاستسلام والعدول عن تكرار المحاولة، الامر الذي يفقدهم فرصة تعلم الكثير من الخبرات والمهارات، ولتجنبي طفلك مثل هذه السلبيات يجب اولا ان تتقبليه كما هو وتتعرفي على قدراته الخاصة ومزاجه الفطري، ومن المهم ايضا ان تتجنبي مقارنته بالاطفال الآخرين، بل الاجدى ان تبقي تطلعاتك نحوه في حدود الواقعية وليس كما تحلمين انت به، فمصدر خيبة امل كثير من الامهات من تصرفات اطفالهن يعود في الواقع لتصوراتهن وافكارهن المسبقة وليس الى فشل اداء الطفل ذاته.
ـ ركزي على مواطن القوة عنده
دوني صفات طفلك الشخصية، ثم لاحظي هل غالبيتها ايجابية ام سلبية؟ واعلمي ان ما قد تعتبرينه مساوئ من الممكن تحويله بسهولة الى مزايا بالحب والتقدير والصبر وكذلك الثناء على طفلك، كأن تصفيه بالشجاع بدلا من متهور وكأنه ذو شخصية قيادية عوضا عن مسيطر، وبذلك تساعديه على تنمية طاقته وقدراته، كما سيعرف انك تحبينه
ـ تفهمي نموه العاطفي
بين عمر 4 و7 سنوات يشعر الطفل انه قادر على كل شيء، ومن عمر 7 الى 9 سنوات تتحدد صورته الشخصية عن نفسه من خلال القوة والسيطرة على اللعب مع اقرانه وقبل ان يبلغ 13 سنة يكتسب الطفل ثقته في نفسه وتقديره لذاته من خلال القيم والمبادئ التي تربى عليها، اما المراهق فلديه قواسم مشتركة مع الاطفال الرضع اكثر مما نعرف، فهو يميل الى الطفولة في الاعتماد على الاهل كما يميل للشباب في سعيه للنضج، لذا يبدو خائفا احيانا ومندفعا متحديا في احيان اخرى، وعليك كأم تحب طفلها ان تتفهمي حالته النفسية والعاطفية خلال كل مرحلة من تلك المراحل، وان تتعاملي مع التغيرات الناتجة عن الانتقال من احدى تلك المراحل للاخرى على حدة، دون النظر الى ما كان عليه طفلك في السابق او التفكير فيما سيكون عليه في المستقبل
ـ خصصي فترة يومية للحديث معه
شعور طفلك انه في تواصل معك ويستطيع الحديث عن اي شيء وفي اي وقت اهم من الوقت الذي تخصصينه للعناية به، لذا ينصحك الخبراء ان تصغي اليه باهتمام وتركيز وتناقشي معه احتياجاته ومشاكله، سواء في البيت او المدرسة وهنا عليك الانتباه فطفلك قد لا يعبر بالكلام فقط، بل بتعابيره ايضا، كالضحك والبكاء والصراخ والملامسة والاشارات، اشعريه انك تفهمين اشاراته وساعديه على تلبية احتياجاته الجسدية والنفسية، حتى وانت تلاعبيه اختاري الوقت ونوع اللعب الذي يفضله ودعيه يملي عليك ما يجب ان تفعليه والهدف من كل ذلك، ان يشعر طفلك انك مهتمهة به وانه لا يشغلك عنه اي شيء آخر من اهتماماتك اليومية، وبهذا الدعم والمساندة من جانبك سيعلم انك تحبينه فعلا وسيجد ان مشاكله اسهل واكثر قابلية للحل.
ـ شجعيه أن يخدم نفسه
تعتقد بعض الامهات انهن يمنحن حبهن لاطفالهن من خلال قيامهن بكل شيء بالنيابة عنهم، كاطعامهم وادخالهم للحمام او استذكار ومراجعة دروسهم، وهذا التدليل المفرط ليس دليلا على الحب، بل على عدم ثقة الام بطفلها، مما يجعله يفضل الاعتماد علىها للابد، بينما الاطفال الذين يسمح لهم بالاعتماد على انفسهم في ممارسة نشاطاتهم اليومية في المنزل، ينمون بشكل افضل كما تنمو معهم ثقتهم بانفسهم وبقدراتهم وامكانياتهم، لذا دعي طفلك يكبر وينضج بالاعتماد على نفسه واكتفي بمراقبته عن بعد حرصا على سلامته
ـ اتركي له حرية اتخاذ القرار
اعلمي ان من مقومات الحب الاساسية لطفلك احترامك لشخصه وعقليته، لذا اهتمي مبكرا وبالتدريج بتشجيعه على تحمل مسؤوليته وذلك في الاعتماد على نفسه في انجاز ما كان يختار ما يرغب من الطعام او ما سيردتيه يوميا، وعند دخوله للمدرسة دعيه يقرر ماذا سيفعل بمصروفه او كيف سيتصرف مع زملائه وما الى ذلك من امور، لان الطفل ان لم يعتد منذ الصغر على اتخاذ القرار وتحمل نتائجه سيتعثر في الوصول لمرحلة النضج، ولن يكون مستعدا لتحمل المسؤوليات التي ستلقى على عاتقه او الحرية التي سيحصل عليها.
ـ ضعي حدودا وضوابط له
التغاضي والتسامح الزائد مع الطفل لا يعتبر حبا اذا تخطى الحدود والضوابط اللازمة لنموه وتنشئته السليمة، فبعض الامور قد لا تقبل المفاوضات او التسوية كالطلبات التي تنطوي على مخاطر او مجازفة، والتي حتما سيصر طفلك عليها ويكثر الجدال فيها، الا انه في النهاية سيشعر بالرضا عندما سيدرك ان سبب رفضك لطلبه هو اهتمامك وقلقك عليه الذي يعني بلا شك انك تحب ينه.
ـ استمتعي بقضاء الوقت معه
ينبغي ان لا ينحصر اهتمامك بتعليم وتوجيه طفلك والعناية به، فهناك فرق كبير بين تمضية الوقت في الاستمتاع بالحديث واللهو معه، وبين الجلوس معه لتوجيه وتحسين سلوكه، فالاطفال يميزون هذا الفرق بسهولة، لذا يجب ان تخططي للاستمتاع بوقتك مع طفلك وجعله يستمتع ايضا بدخول عالمك ومشاركتك اهتماماتك
صححي اخطاءه بلطف
الاخطاء الصغيرة يمكنك تصحيحها بأسلوب بسيط ومرح، اما الاخطاء الفادحة فعليك ان تفصلي فيما بين الصواب وبين عاطفتك اتجاه طفلك، وان فقدت السيطرة يوما على اعصابك، فما عليك سوى ان تعتذري له، فهذا سيظهر له انه لا يوجد شخص كامل، وانه يمكن ان يكون محبوبا بالرغم من سيئاته، وهو الدرس الاكثر قيمة واهمية حول موضوع الحب في حياة طفلك